للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أروّع حين يأتيني رسول ... وأكمد حين لا يأتي رسول

أؤمّلكم وقد أيقنت أنّي ... إلى تكذيب آمالي أأول

[[المأمون وإبراهيم بن المهدي]]

قال المأمون لإبراهيم بن المهدي [١] : اعترف بذنبك أولا، ثم اعتذر منه، فقال إبراهيم: ذنبي أعظم من أن أنطق فيه بعذر، وعفو أمير المؤمنين أجل [من] أن أتفوه فيه بشكر، فقال المأمون: هذا والله كلام يميت الأحقاد.

[[روى أبو عمرو بن العلاء]]

قال: أخبرنا عبد الرحمن عن عمه، عن أبي عمرو بن العلاء [٢] قال:

رأيت غلاما من جرم باليمن ينشد عنزا، فقلت: صفها لي يا غلام، قال:

حسراء مقبلة، شعراء مدبرة، ما بين غثرة الدهسة، وقنوّ الدّبسة، سجماء الخدين، خطلاء الأذنين، ما لها أمّ عيال، وثمال مال.

غثرة: كدرة، الدهسة: لون الدهاس من الرمل، والقنو: شدة الحمرة، والدبسة: [٦ ظ] حمرة تعلوها غبرة.


إلى أمه من بني (طثر) ، من شعراء بني أمية، قتله بنو حنيفة في يوم الفلج من نواحي اليمامة سنة ١٢٦ هـ-.
(معجم الأدباء ٧/٢٩٩، الشعر والشعراء ٣٩٢، الأغاني ٨/١٥٥ ط- الدار) .
[١] ابراهيم بن المهدي: ابراهيم بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور، يقال له (ابن شكله) وهي أمه، أمة سوداء، وهو أخو هارون الرشيد، انتهز فرصة الخلاف بين الأمين والمأمون فدعا بالخلافة لنفسه، وبايعه أهل بغداد، فلما انتصر المأمون طلبه فاستتر، ثم جاء مستسلما، واعتذر فعفا عنه، كان أسود عظيم الجثة فصيحا، له شعر، يجيد صنعة الغناء، توفي سنة ٢٢٤ هـ- (الأغاني ١٠/٦٩، ٩٤، وفيات الأعيان ١/٨، تاريخ بغداد ٦/١٤٢) .
[٢] أبو عمرو بن العلاء: زيّان بن عمّار التميمي المازني البصري، من أئمة اللغة والأدب، وأحد القراء السبعة، كان أعلم الناس بالعربية والأدب والقرآن والشعر، وكانت عامة أخباره عن أعراب أدركوا الجاهلية، توفي سنة ١٥٤ هـ-.
(وفيات الأعيان ١/٣٨٦، نزهة الألبا ص ٣١، غاية النهاية ١/٢٨٨) .

<<  <   >  >>