للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاصطنعها عند من يتّقي العار، وكان يقول لبنيه: يا بنيّ، لا تقفوا في الأسواق إلا على زرّاد أو ورّاق [١] .

[[زوجة عرجاء]]

قال: زوّج أبو سويد السعدي يتيمة كانت عنده لرجل، فلما دخلت عليه رآها عرجاء، فقدّمه الرجل إلى القاضي وقال: أعز الله القاضي، هذا زوجني امرأة عرجاء، فقال له القاضي: ما تقول فيما ادّعى عليك؟ فقال: أعز الله القاضي، هذا زوّجته امرأة ينيكها، ولم أزوجه جملا يحجّ عليه.

[[جميل وبثينة]]

رجل من بني عامر قال: إن جميلا أتى بثينة زائرا بعد ما زوّجت، وهو لا يعلم بذلك، فلما رأته أنشأت تقول مازحة: [٢] [الطويل]

ألم تر أنّ الماء بدّل حاضرا ... وأنّ شعاب القلب بعدك حلّت [٣]

فأجابها وهو يقول: [٤] [الطويل]

فان تك حلّت فالشّعاب كثيرة ... وقد نهلت منها قلوصي وعلّت

ثم خرج من عندها، فلم يرها حتى فارق الدنيا، والدليل على ذلك قوله: [٥] [الطويل]


- ابن الزبير: هذا سيد أهل العراق نشأ بالبصرة وولي إمارتها لمصعب بن الزبير، وقاتل الأزارقة تسعة عشر عاما، لقي منهم الأهوال، ولاه عبد الملك بن مروان ولاية خراسان، وتوفي فيها سنة ٨٣ هـ.
(وفيات الأعيان ٢/١٤٥، تاريخ ابن الأثير ٤/١٧٣، الطبري ٨/١٩، المحير ص ٢٦١، الإصابة ت ٨٦٣٥، الأغاني في مواضع كثيرة)
[١] الزراد: صانع الدروع والمغافر، والوراق: بائع الكتب وناسخها.
[٢] البيت في ديوان جميل بثينة ص ٣٥، ط- عالم الكتب، بيروت ١٩٩٦.
[٣] في الديوان: (ألم تر أن الماء غيّر بعدكم) .
[٤] ديوان جميل ص ٣٦.
[٥] البيتان من قصيدة في ديوانه ص ٢١٨.

<<  <   >  >>