للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وانجابت، وأشمست وطابت، وكان الميقات المقدّر، والمقدار المعدّل لم ينته إلى حدّ الإفساد، ولم ينقص عن كنه المراد، وكانت دلالة تقطع حجج الملحدين، وآية تثلج صدور الموحدين، وشهادة تخفي لطف الله للمؤمنين، واتصلت بعد ذلك المنازل، تعيد على النسق المذكور، وبالله التوفيق.

[[ما بين العذيب ومكة]]

عدد المنازل والفراسخ والبرد والمشرّفات بين العذيب ومكة

اعلم أيدك الله أن البرد المنصوبة بين العذيب [١] ومكة سبعة وخمسون بريدا، وسبعة وخمسون مشرفا [٢] ، بين كل بريد ومشرف ستة أميال فرسخا [٣] [٩٧ ظ] من فراسخ العرب، وتشتمل البادية من نخل العذيب إلى الرامتين بمكة على مائتي وعشرين فرسخا، والمنصف [٤] التور، وهو منهل من وراء فيد بثمانية عشر ميلا مكتوبا على بابه: هذا المنصف، فان لم تقبل فارجع وعد.

والمشاهد والمساجد بين العذيب ومكة: مسجد سعد، ومسجد الرّبذة، وهي لتي نفي إليها أبو ذر [٥] رحمه الله، ومسجد الحسين بن علي صلوات الله


[١] العذيب: تصغير العذب، وهو الماء الطيب، وهو ما بين القادسية والمغيثة، بينه وبين القادسية أربعة أميال، وإلى المغيثة اثنان وثلاثون ميلا، وقيل: هو واد لبني تميم، وهو من منازل حاج الكوفة، وقيل: هو حد السواد، وقال أبو عبد الله السكوني:
العذيب يخرج من قادسية الكوفة إليه، وكانت مسلحة الفرس. (ياقوت: العذيب)
[٢] المشارف: مشارف الأرض أعاليها، ومشارف العراق: القرى العربية المشرفة على سواد العراق، وكذلك مشارف الشام، ومشارف اليمن.
[٣] المعروف أن الفرسخ ثلاثة أميال.
[٤] المنصف: واد يسقي بلاد عامر من حنيفة باليمامة، ومن ورائه وادي قرقرى. (ياقوت:
المنصف)
[٥] أبو ذر الغفاري: جندب بن جنادة بن سفيان من بني غفار من كنانة بن خزيمة، صحابي من كبارهم، أسلم بعد أربعة وكان خامسا، يضرب به المثل في الصدق، وهو أول من حيّا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحية الإسلام، هاجر بعد وفاة النبي إلى بادية الشام، ثم سكن دمشق في عهد عثمان، وكان يدعو الفقراء لمشاركة

<<  <   >  >>