للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السرير، والسلام عليك أيها الأمير. وقيل لعبد الملك بن صالح [١] : ما السرور؟ قال: [مجزوء الكامل]

كل الكرامة نلتها ... إلا التحية بالسلام

وقيل لعبد الله بن الأهتم [٢] : ما السرور؟ قال: رفع الأولياء، وحطّ الأعداء، وطول البقاء، والقدرة على النماء. وقيل للفضل بن سهل [٣] : ما السرور؟ قال: توقيع جائز، وأمر نافذ.

وقال بعضهم لامرىء القيس بن حجر: ما أطيب عيش الدنيا؟ قال:

بيضاء رعبوبة [٤] بالطيب مشبوبة، بالشحم مكروبة. وسئل عن ذلك الأعشى فقال: صهباء صافية، تمزجها ساقية، من صوب غادية. وقيل مثل ذلك لطرفة فقال: مطعم شهيّ، ومركب وطيّ، وملبس دفيّ. [١٤٥ ظ]

[[المسيح وقول الخير]]

قال: مرّ المسيح بن مريم، صلى الله عليه وسلم، بخلق من بني إسرائيل، فكلما قالوا شرا، قال المسيح خيرا، فقال له شمعون الصفا: أكلما


[١] عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس: أمير من بني العباس، ولاه الهادي إمرة الموصل، وعزله الرشيد، ثم ولاه المدينة والصوائف، وولاه دمشق، وبلغه أنه يطلب الخلافة، فحبسه ببغداد، ولما مات الرشيد أطلقه الأمين وولاه الشام والجزيرة، كان خطيبا فصيحا له مهابة، توفي سنة ١٩٦ هـ.
(النجوم الزاهرة ٢/٩٠، ١٥١، ابن الأثير ٦/٨٥، فوات الوفيات ٢/١٢، ابن خلدون ٣/٢٣٦)
[٢] عبد الله بن الأهتم: ورد ذكره في ترجمة يزيد بن المهلب في وفيات الأعيان حينما أراد يزيد ولاية خراسان، وكان على العراق، فاستعان يزيد بعبد الله بن الأهتم على هذا الأمر، ورحل إلى سليمان بن عبد الملك في الشام، وصار يذكر له الولاة وبلاءهم، ومن يصلح لخراسان أو لا يصلح، حتى ذكر يزيد وأثنى عليه، وولاه خراسان. (وفيات الأعيان ٦/٢٩٧- ٢٩٨)
[٣] الفضل بن سهل: سبقت ترجمته.
[٤] الرعبوبة: المرأة الغضة الطويلة الممتلئة الجسم، أو البيضاء الحلوة الناعمة.

<<  <   >  >>