للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الأحنف بن قيس [١] : لأفعى تحكّك في ناحية بيتي أحبّ إليّ من أيّم [٢] رددت عنها كف ءا، وكان يقال: ما بعد الصواب إلا الخطأ، وما بعد منعهنّ من الأكفاء إلا بذلهنّ السّفلة والغوغاء. وقالوا: لا تصرف حوائجك إلا من معيشته من رؤوس المكاييل وألسنة الموازين.

[[في اللحن]]

وحكى الجاحظ في كتابه المعروف بالبيان والتبيين: أنّ أبا حنيفة [٣] قيل له: ما تقول في رجل تناول صخرة فضرب بها رأس رجل فقتله، أتقيده؟ قال:

لا، ولو جلد رأسه بأبا قبيس [٤] .

وحكي أنّ يوسف بن خالد السمتي [٥] قال لعمرو بن عبيد [٦] : ما تقول


[١] الأحنف بن قيس سيد تميم: سبقت ترجمته.
[٢] الأيّم: آمت المرأة أيما: أقامت بلا زوج، بكرا أو ثيّبا، أو فقدت زوجها، فهي أيّم وأيّمة.
[٣] أبو حنيفة: النعمان بن ثابت التيمي بالولاء الكوفي، إمام الحنفية، الفقيه المجتهد المحقق، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، كان يبيع الخز ويطلب العلم في صباه، أراده عمر بن هبيرة أمير العراقين على القضاء، فامتنع ورعا، وكذلك أراده المنصور فأبى فحبسه المنصور إلى أن مات، كان قوي الحجة حسن المنطق، له (مسند) في الحديث، و (المخارج) في الفقه، نشر مذهبه تلميذه أبو يوسف، توفي سنة ١٥٠ هـ.
(وفيات تالأعيان ٢/١٦٣، تاريخ بغداد ١٣/٣٢٣- ٤٢٣، النجوم الزاهرة ٢/١٢، البداية والنهاية ١٠/١٠٧، تاريخ الخميس ٢/٣٢٦)
[٤] أبو قبيس: جبل مشرف على مكة: والرواية في البيان والتبيين ٢/٢١٢ والعقد الفريد ٢/٤٨٢. في الأصل والبيان والتبيين: (بأبا قبيس) .
[٥] يوسف بن خالد السمتي: فقيه من أئمة الجهمية، وأول من حمل رأي أبي حنيفة إلى البصرة، وكان من أهلها، له كتاب: (التجهم) أنكر فيه الميزان والقيامة، كان صاحب رأي وجدل، عرف بالسمتي لهيئته، وهو عند كثير من أهل الحديث كذاب زنديق، توفي سنة ١٩٠ هـ. (تهذيب التهذيب ١١/٤١١، اللباب ٢/١٨، كشف الظنون ١٠٤٥)
[٦] عمرو بن عبيد بن باب التيمي بالولاء: أبو عثمان البصري، شيخ المعتزلة في عصره وفقيهها، وأحد الزهاد المشهورين، اشتهر بعلمه وزهده، قال فيه المنصور:-

<<  <   >  >>