للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فخرجا يبتدرانه بسيفيهما، قال، فقال: إليكما عني لا نصر الله من نصرتما، قال: فلم يزل يضربه بسيفه حتى برد. قال الأصمعي: كان المنصور أشدّ من الحارث بن ظالم [١] .

[[بنو نمير وبنو قشير]]

العتبي قال: زعم أبو أمية القرشي قال: اجتمع قوم في حلقة في المسجد الجامع بالبصرة، فأنشد رجل منهم من بني قشير بيت زياد الأعجم [٢] وقلبه: [الوافر]

لعمرك ما رماح بني قشير ... بطائشة الصدور ولا قصار

وإنما قال زياد: لعمرك ما رماح بني نمير [٣] وفي الحلقة رجل من بني نمير، فأنشد النميري: [٤] [الوافر]

فغض الطّرف إنّك من قشير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا

فقال القشيري: هذا والله من بني نمير، فقال النميري: هما والله من قبيلة واحدة [٥] ، فان شئت فخذهما جميعا، وإن شئت فدعهما جميعا.


[١] الحارث بن ظالم بن غيظ المري: أشد فتاك العرب في الجاهلية، نشأ يتيما، قتل أبوه وهو طفل، وشبّ فآلت إليه سيادة غطفان بعد مقتل زهير بن جذيمة، وفد على النعمان فالتقى بقاتل أبيه جعفر بن خالد العامري، ثم قتله، ونشبت لأجل ذلك معارك، قتل في حوران سنة ٢٢ ق هـ/ ٦٠٠ م.
(ابن الأثير ١/٢٠٠- ٢٠٤، المحبر ص ١٩٢ أمثال الميداني ٢/٢٤، خزانة الأدب ٣/١٨٥) .
[٢] زياد الأعجم: زياد بن سليمان، أبو أمامة العبدي، مولى عبد القيس، من شعراء الدولة الأموية، فصيح الشعر، كانت في لسانه عجمة فلقب بالأعجم، كان هجّاء، وأكثر شعره في مدح أمراء عصره، وهجاء بخلائهم، توفي سنة ١٠٠ هـ.
(معجم الشعراء ٤/٢٢١، الأغاني ١٤/٩٨- ١٠٥، خزانة الأدب ٤/١٩٣) .
[٣] البيت من قطعة لزياد الأعجم في مجموع شعره ص ١١٩ ط- دمشق ١٩٨٣.
[٤] البيت لجرير من قصيدة في هجاء الراعي النميري في ديوانه ص ٦٣ ط- صادر، برواية: فغض الطرف إنك من نمير.
[٥] بنو نمير من عامر بن صعصعة (جمهرة الأنساب ص ٢٧٩) ، وبنو قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة..

<<  <   >  >>