للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عشر ديات، فقال محمد: عليّ ديّة، فقال عتّاب: الباقي عليّ، فقال محمد:

نعم العون اليسار على المروءة [١] .

[[بين البائع والشاري]]

وقال رجل لرجل: بكم تبيع الشاة؟ قال: أخذتها بستة، وهي خير من سبعة، وقد أعطيت بها ثمانية، فان كانت من حاجتك بتسعة فزن عشرة.

وقالت الحضرمية لزوجها وتجرّدت له: هل ترى في خلق الرحمن من تفاوت؟ قال: أرى فطورا.

[[رسالة عمر إلى أبي موسى الأشعري]]

علي بن محمد عن عمر بن مجاشع، أن عمر كتب إلى أبي موسى الأشعري: «أما بعد، فانّ للناس نفرة عن سلطانهم، فأعوذ بالله أن تدركني وإيّاك عمياء مجهولة [وضغائن محمولة] [٢] ، وأهواء متبعة، ودنيا مؤثرة، فأقم الحدود [١٥٥ ظ] ولو ساعة من نهار، وإذا عرض لك أمران، أحدهما لله والآخر للدنيا، فآثر نصيبك من الآخرة على نصيبك من الدنيا، فانّ الدنيا تنفد والآخرة تبقى، وكونوا من خشية الله على وجل، وعد مرضى المسلمين واشهد جنائزهم، [وافتح بابك، وباشر أمرهم بنفسك، فانما أنت رجل منهم] غير أنّ الله جعلك أثقلهم حملا، وقد بلغ أمير المؤمنين أنه فشا لك ولأهل بيتك هيئة في لباسك ومطعمك ومركوبك، ليس للمسلمين مثلها، فاياك يا عبد الله أن تكون بمنزلة البهيمة التي مرّت بواد خصيب، فلم يكن لها همّة إلا السّمن، وإنّما حتفها في السّمن، واعلم أنّ العامل [٣] إذا زاغ زاغت رعيته» .


[١] البيان والتبيين ٢/٣٩٢: (نعم العون على المروءة اليسار) .
[٢] الزيادة من البيان والتبيين ٢/٢٩٣، والرسالة فيه أطول من هذا.
[٣] في الأصل: (العالم) وهو تحريف. وفي البيان والتبيين ٢/٢٩٣: (واعلم أن للعامل مردا إلى الله، فاذا زاغ العامل زاغت رعيته، وإنّ أشقى الناس من شقيت به رعيته، والسلام) .

<<  <   >  >>