للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمتى لا أحتويه فلا ... شيّدت بالفخر مأثرتي

وهو القائل: [البسيط]

أقصى ثنائي في أدنى محاسنه ... كقطرة الماء في بحر تلقّاها

أبا عليّ أنمت الدهر مجتهدا ... عنّي وأنبهني للدهر أنباها

ومن قوله: [المجتث]

زعمت أنّك عمّي ... كذبت بل أنت غمّي

لأنّ فيك خصالا ... أذمّها كلّ ذمّ

قال الوزير أبو القاسم رحمه الله: وقرأت شعره كلّه في دار العلم فوجدته نحوا من مائة ورقة بخط الأقرع، وهو شديد التكلف قليل المتخير.

[[العودة إلى حديث ابن با منصور]]

وعدنا إلى حديث ابن با منصور، وحدثني عنه البيني قال: كان أزنى من قرد، ثم نزع نزوعا نصوحا، فسألته عن سبب ذلك فقال [١٢٢ ظ] لي: كنت قد ذهبت لبعض أوطاري فقعدت على باب دار، أنتظر بعض من فيها، فرأيت صبيّة صغرى فاشتغلت بمحادثتها إلى أن قلت لها: أتحبين أن أكون زوجك؟

فقالت: لا، فقلت: لم؟ قالت: أنت شيخ، قال: فاعتقدت أن لا أتعرّض للزنى أبدا، لأنه إذا بلغ من مشنوء [١] منظري، ونكد طلعتي أن تأباني هذه الصبية التي لا عقل لها، فكيف بمن سواها؟ فتركت ذلك الشأن بالكلّيّة.

وله في هذا المعنى، وهو طريف: [المنسرح]

يخلو فراش خليلتي ... إذ خلّها شيخ مخلّ

ومن قوله: [الطويل]

يرى في ابيضاض الكأس حمرة خدّه ... فيحسبها ملأى ولا شىء في الكاس

وهو من مفاخر الديلم [٢] ، وللديلم رجال أشراف، فأولهم أبو زكريا


[١] المشنوء: المبغض وإن كان جميلا.
[٢] الديلم: جيل من العجم كانوا يسكنون نواحي أذربيجان.

<<  <   >  >>