للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

له معاوية: ما حاجتك؟ قال: زوجني ابنتك، قال: اسقوا ابن عسل عسلا، فأعاد عليه، فأعاد العسل عليه ثلاثا، فتركه وقد كاد ينقدّ [١] بطنه. قال:

فاستعملني على خراسان؟ قال: زياد [٢] أعلم بثغوره، قال: فاستعملني على شرطة البصرة؟ قال: زياد أعلم بشرطته، قال: فاكسني قطيفة، أو قال: هب لي مائة ألف جذع لداري، قال: وأين دارك؟ قال: بالبصرة، [قال: كم ذرعها؟ قال: فرسخان في فرسخين] [٣] ، قال: فدارك في البصرة أو البصرة في دارك؟

[[عبد الله بن شداد]]

عبد الله بن شداد [٤] قال: أرى داعي الموت لا يقلع، وأرى من مضى لا يرجع، ومن بقي فاليه ينزع، لا تزهدنّ في معروف، فانّ الدهر ذو صروف، فكم راغب قد كان مرغوبا إليه، وطالب أضحى مطلوبا إليه، الزمان ذو ألوان، ومن يصحب الزمان يرى الهوان.

[[بين عبد الرحمن ومعاوية]]

أبو الحسن قال: قال عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة لمعاوية: [١٥٣ ظ] أما والله لو كنّا على السواء بمكة لعلمت! قال معاوية:

إذا كنت أكون معاوية بن أبي سفيان، منزلي الأبطح [٥] ، ينشقّ عني سيله،


[١] ينقد: ينقطع.
[٢] زياد: هو زياد بن أبيه، وقد مضت ترجمته.
[٣] ساقطة من الأصل وهي في البيان والتبيين ٢/٢٦٠.
[٤] عبد الله بن شداد بن الهادي الليثي المدني: من كبار التابعين وثقاتهم، شهد مع علي يوم النهروان، وخرج مع القراء أيام ان الأشعث على الحجاج، بعد أن كان من أخص الناس بالحجاج، ولد على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقتل يوم دجيل سنة ٩٨١ هـ. (تهذيب التهذيب ٥/٢٥١- ٢٥٢، الأغاني ١٠/١٠٥)
[٥] الأبطح والبطحاء: رمل منبسط يضاف إلى مكة حينا، وإلى منى آخر. (ياقوت:
الأبطح)

<<  <   >  >>