للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بنو العلّات [١] ، إنّ البرّ ينسىء في [١٤٧ و] الأجل، ويزيد في العدد، وإنّ القطيعة تورث القلّة وتعقب النار بعد الذلّة، واتّقوا زلّة اللسان فانّ الرجل تزلّ رجله فينتعش، ويزلّ لسانه فيهلك، وعليكم في الحرب بالمكيدة فانّها أبلغ من النجدة، فانّ القتال إذا وقع وقع القضاء، فان ظفر فقد سعد، وإن ظفر به لم يقولوا فرط.

وقال جرير: [٢] [الكامل]

قوم إذا حضر الملوك وفودهم ... نتفت شواربهم على الأبواب

وقال آخر: [الطويل]

نهيت جميع الخضر عن ذكر خطّة ... يدبّرها في رأيه ابن هشام

فلما وردت الباب أيقنت أنّنا ... على الله والسلطان غير كرام [٣]

اعتذر ابن عون إلى إبراهيم النخعي [٤] فقال: اسكت معذورا، فقال:

الاعتذار يخالطه الكذب.

[عليّ: الدنيا دار صدق]

قال بعضهم: ذم رجل الدنيا عند علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال عليّ: الدنيا دار صدق لمن صدّقها، ودار نجاة لمن فهم عنها، ودار غنى لمن


- (وفيات الأعيان ٢/١٤٥، ابن الأثير ٤/١٨٣، الإصابة ت ٨٦٣٥، الطبري ٨/١٩، وأخباره في الأغاني كثيرة)
[١] بنو العلات: بنو رجل واحد من أمهات شتى، والعلّة: الضّرّة.
[٢] البيت لجرير في ديوانه ص ٥٢ ط- صادر.
[٣] في الأصل: (على الله) مكررة مرتين من وهم الناسخ.
[٤] إبراهيم النخعي: إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود، من مذحج، من أكابر التابعين صلاحا وصدق رواية، وحفظا للحديث، ومن أهل الكوفة، مات مختفيا من الحجاج، كان إماما مجتهدا له مذهب، ولما بلغ الشعبي موته قال: والله ما ترك بعده مثله، توفي سنة ٩٦ هـ. (طبقات ابن سعد ٦/١٨٨- ١٩٩، حلية الأولياء ٤/٢١٩، تاريخ الإسلام ٣/٣٣٥)

<<  <   >  >>