للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مسألة في أحكام الساكنين إذا التقيا:]

من حكم الساكنين [١] إذا التقيا، ألّا يجمع بينهما، إلا أن يكون الساكن الأول حرف مد ولين، ويكون الثاني مدغما، فللمدّ [١٠٥ ظ] الذي في الأول وإدغام لفظ الثاني، جمع بينهما، لأن المد يجري مجرى الحركة، والحرف الملفوظ به هو المدغم فيه المتحرك، فكأنه لم يلتق ساكنان، وذلك نحو:

دابّة، وبهذا قرأت القراء: وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ

[٢] ، ومن العرب من يهمز، وهذه اللغة أضعف اللغتين، ويقول: دأبّة، وروي عن أبي زيد أنه قال: صليت صلاة الفجر خلف عمرو بن عبيد، فقرأ:

وَلَا الضَّالِّينَ

، وروى:

خأطمّها زأمّها أن تذهبا والجمع بين ساكنين مثل: (دابّة) تقع في المتقارب في العروض، ولا تقع في غيره، وأنشد: [المتقارب]

وذاك القصاص وكان التّقا ... ص فرضا وحتما على المسلمينا


[١] حكم التقاء الساكنين: يجوز في بعض اللغات التقاء الساكنين، ولا يجوز في اللغة العربية، إلا في أحوال خاصة هي:
١- أن يكون أول الساكنين حرف مد، ويكون الثاني مدغما فيه ما بعده، نحو:
(مدهامّتان) فالألف الساكنة والميم ساكنة.
٢- في نحو: (دويّبة وخويّصة) في تصغير دابة وخاصة.
٣- أن يوقف بالسكون على ما قبل آخره ساكن، نحو: إنسان، بحر.
فإن اقتضت الصناعة النحوية أو الصرفية إلتقاء ساكنين في غير هذه الأحوال الثلاثة، وجب التخلص منه بتغيير ما، كالحذف في نحو لم يقم (أصلها: يقوم) ، والفك في نحو: من يرتدد (أصلها: يرتدّ) ، وتحريك الثاني نحو: من يرتدّ، أو تحريك الأول نحو: من القوم؟ (أصلها: من القوم) .
والأصل أن تكون حركة التخلص من التقاء الساكنين الكسرة، وقد يتخلّص بغيرها كما في (من) قبل (أل) نحو: (من الله) . (معجم علوم اللغة العربية- عن الأئمة، محمد سليمان الأشقر ص ٢٤١، ط- بيروت. ١٩٩٥
[٢] الشورى ٢٩.

<<  <   >  >>