للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علي [١] بن عبد الله بن عباس إلى خراسان في افتتاح دعوتهم، فتسمى بخداش وغيّر سنن الدعاة، وترك ما كان في سيرة من قبله، وحكم بأحكام [١١٧ و] منكرة، فوثب إليه أصحاب محمد بن علي فقتلوه، وكان قد قيل: خدش خداش الدين.

وقيل إنّ عمّارا هذا كان حرّانيا نصرانيا من أهل الحيرة، ثم أظهر الإسلام، وصار معلما بالكوفة، وقيل: إن منفذه لم يكن محمد بن علي، وإنما كان محمد بن علي قد ولّى كثيرا من أمر الدعوة بكير بن ماهان، فأنفذ بكير عمّارا هذا.

[[شعر عبد الله بن عباس]]

عبد الله بن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، أنشد له أبو عبد الله محمد بن داود في كتاب الورقة قطعة روى أنه قالها بديها بمحضر معاوية لما نعي إليه الحسن بن علي عليهما السلام، وهي هذه: [٢] [الرمل]


- فنزل مرو وغيّر اسمه، وتسمى بخداش، ودعا إلى محمد بن علي، فسارع إليه الناس، وقبلوا ما جاءهم به، وسمعوا إليه وأطاعوا، وغيّر ما دعاهم إليه، وتكذّب وأظهر دين الخرّمية، ودعا إليه ورخّص لبعضهم في نساء بعض، وأخبرهم أن ذلك عن أمر محمد بن علي، فبلغ أسد بن عبد الله خبره، فوضع عليه العيون حتى ظفر به، فأتي به، وقد تجهز لغزو بلخ، فسأله عن حاله، فأغلظ خداش له القول، فأمر به فقطعت يده، وقلع لسانه وسملت عينه. (الطبري ٧/١٠٩ حوادث سنة ١١٧ هـ.)
[١] محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي: أول من قام بالدعوة العباسية، وهو والد السفاح والمنصور، ولي إمامة الهاشميين سرا في أواخر الدولة الأموية (بعد سنة ١٢٠ هـ) وكان مقامه بأرض الشراة بين الشام والمدينة، وبدأ دعوته سنة ١٠٠ هـ، وعمل على نشر الدعاة إلى بني العباس، والتنفير من بني أمية، وجباية الأموال من الشيعة، مات بالشراة سنة ١٢٥ هـ. (الطبري حوادث سنة ١٠٠ و ١٢٠، و ١٢٦، اليعقوبي ٣/٧٢، ابن خلدون ٣/٧٢، وفيات الأعيان ١/٤٥٤، البداية والنهاية ١٠/٥)
[٢] ليست الأبيات في كتاب الأوراق لأبي عبد الله محمد بن داود الجراح، ولعلها من الساقط من الكتاب، طبع الكتاب بتحقيق عبد الوهاب عزام وعبد الستار أحمد فراج، ط دار المعارف، مصر.

<<  <   >  >>