للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[أرق لبيتين من الشعر]]

أبو بكر العمري قال: أنشد الحسن بن زيد أبا السائب المخزومي [١]- وكان ظريفا- بالليل وهما على العشاء بيتين يعجبانه، فانصرف إلى منزله فتذكّرهما، فلم يذكرهما، فأرّقاه، فخرج بعد ما مضى من الليل ما شاء الله، حتى دقّ عليه الباب وقد نام، فخرجت الجارية فقالت: هو نائم، فقال: ما نائم، لا أنام الله عينك، أفنام ولا أنام أنا؟ فانتبه فقال: ادخلوه، ما جاء به إلا حادث، فدخل عليه فقال: البيتين اللذين أنشدتني أعدهما، قال ويحك، أنبهتني لبيتين؟ قال: أفتنام أنت وأسهر أنا؟

[[قاضي حمص]]

رجل من أهل حمص قال: كتب سليمان بن عبد الملك إلى واليه بحمص [٢] : أن ابعث إليّ بأعقل رجلين بحمص، قال: فوقف على باب المسجد الجامع، فنظر إلى رجلين نبيلين عليهما ثياب جياد وقلنسوتان طويلتان، وهيئة حسنة، فقال لهما: أجيبا أمير المؤمنين، قال: فشخصا إلى سليمان، فقدما إليه، وسليمان في غرفة يتشرّف [٣] ، فلما نظرا إلى سليمان همس أحدهما إلى صاحبه بشىء، ثم صعدا إلى سليمان، وهو وحده، وفي حجره صبي، فقال أحدهما لصاحبه: أيّهما هو؟ فقال له الآخر: أبو الصبي،


- كان راوية فصيحا أديبا، وهو ممدوح ذي الرمة، توفي سنة ١٢٦ هـ. (تهذيب التهذيب ١/٥٠٠، خزانة الأدب ١/٤٥٢، وفيات الأعيان في ترجمة أبيه عامر بن أبي موسى، الأعلام ٢/٧٢)
[١] أبو السائب المخزومي: من أهل الفضل والنسك، ومن محبي الغناء، أخباره وذكره كثير في الأغاني، انظر فهرسته.
[٢] حمص: بلد قديم مشهور مسوّر، وفي طرفه القبلي قلعة حصينة على تل عال كبيرة، وهي بين دمشق وحلب في نصف الطريق، يؤنث ويذكر، بناه رجل يقال له: حمص بن مكنف العمليقي، فتح حمص خالد بن الوليد بقيادة أبي عبيدة بن الجراح.
(ياقوت: حمص)
[٣] يتشرف: يتطلع من الشرفة.

<<  <   >  >>