للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن لم يكن مبرّزا، فانّ التعجب منه يبلغه درجة العجب به، والاستطراف لشذوذه يجبر نقيصة خلله، وهو عندي عجيب، بل العجيب دونه.

ثم لم يذكر شيئا من نظمه ولا نثره، وإنما علقت أنا ذكره تذكرة للفحص، وطليعة للكشف.

[[العودة لذكر العور]]

ومن العور حيّان بن بشر [١] والي قضاء الشرقية، وسوار بن عبد الله [٢] العنبري، والي قضاء الغربية، وكلاهما من قبل يحيى بن أكثم [٣] ، وما رأينا لهما شعرا، ولكن فيهما يقول بعض الشعراء: [٤] [الوافر]

رأيت من الكبائر قاضيين ... هما أحدوثة في الخافقين

هما اقتسما العمى نصفا ونصفا ... كما اقتسما قضاء الجانبين


[١] حيان بن بشر الحنفي: من كبار أصحاب الرأي، ولي قضاء أصبهان في دولة المأمون، والشرقية ببغداد في أيام المتوكل، قال ابن معين: لا بأس به. توفي سنة ٢٤٠ هـ، وكان أعور رحمه الله. (الوافي بالوفيات ١٣/٢٢٥)
[٢] سوار بن عبد الله العنبري: سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة من بني العنبر من تميم، قاض له شعر رقيق وعلم بالفقه والحديث، من أهل البصرة، سكن بغداد، ولي قضاء الرصافة، وكف بصره آخر عمره، توفي ببغداد سنة ٢٤٥ هـ. (تاريخ بغداد ٩/٢١٠)
[٣] يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن التميمي: قاض رفيع القدر عالي الشهرة من نبلاء الفقهاء، يتصل نسبه بأكثم بن صيفي حكيم العرب، اتصل بالمأمون فولاه قضاء البصرة، ثم قضاء القضاة ببغداد، وأضاف إليه تدبير مملكته،، كان حسن العشرة حلو الحديث، له غزوات وغارات مظفرة، ولما مات المأمون وولي المعتصم عزله فلزم بيته، ولما جاء المتوكل أعاده إلى عمله، ثم عزله وصادر أمواله سنة ٢٤٠ هـ، ذهب إلى مكة مجاورا ثم عاد وتوفي بالطريق في الربذة سنة ٢٤٢ هـ.
(أخبار القضاة لوكيع ٢/١٦١- ١٦٧، طبقات الحنابلة ١/٤١٠، وفيات الأعيان ٢١٧٢، النجوم الزاهرة ٢/٢١٧، ٣٠٨، ابن الأثير حوادث سنة ٢٤٢ هـ)
[٤] الأبيات من قطعة للجماز في الطبري ٩/١٨٩.

<<  <   >  >>