للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شيئا، فتركه عمر وقال: أنت إمّا أمين مدل، أو فاجر مبلّ [١] ، وأنفذ عمر إلى عمرو بن العاص محمد بن مسلمة [٢] فشاطره ماله بمصر، وأنفذ إلى أبي هريرة إلى البحرين [٣] فطالبه باثني عشر ألف دينار.

[[الحجاج وحريث بن محفص]]

خطب الحجاج فحضّ أهل الشام على قتال ابن الأشعث [٤] ، وتمثل: [٥] [الطويل]

بني المجد لم تقعد بهم أمهاتهم ... واباؤهم آباء صدق فأنجبوا

[٣٣ ظ] فقام إليه شيخ كبير فقال: لمن هذا أيها الأمير؟ قال: لحريث بن محفّض المازني، ثم نزل، فقال: عليّ بالشيخ، فقال: لم جبهتني وأنا على المنبر بهذه المسألة، أو كلّ من تمثّل بشعر يعرف قائله؟ قال: تعرفني أيها


[١] فاجر مبل: فاجر الخصومة داة، والبلّ: اللهج بالشيء، ومن يمنع بالحلف ما عنده من حقوق الناس (القامونس المحيط: بلل) .
[٢] محمد بن مسلمة الأوسي الأنصاري: صحابي من الأمراء، استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في بعض غزواته، وولاه عمر على صدقات جهينة، وكان يعده لكشف أمور الولاة في البلاد، توفي بالمدينة سنة ٤٣ هـ-. (كامل ابن الأثير ٣/٢، الإصابة ت ٧٧٨٠٨، مجمع الزوائد، ٩/٣١٩، البدء والتاريخ ٥/١٢٠) .
[٣] كان عمر بن الخطاب قد استعمل أبا هريرة على البحرين واليمامة سنة ٢١ هـ-،) الطبري ٤/١١٢) ، وفي طبقات ابن سعد قال: عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: كنت عاملا بالبحرين، فقدمت على عمر بن الخطاب فقال: عدوا لله وللإسلام، أو قال: عدوا لله ولكتابه، سرقت مال الله، قلت: لا ولكني عدو من عاداهما، خيل لي تناتجت، وسهام لي اجتمعت، فأخذ مني اثني عشر ألفا.
(الطبقات الكبرى ٤/٢٤٩- ٢٥٠ ط دار الكتب العلمية بيروت ١٩٩٠) .
[٤] عبد الرحمن بن الأشعث: سبقت ترجمته.
[٥] البيت من ثلاثة أبيات في ديل الأمالي ٣/٨١، والشعر والشعراء ص ٥٣٦، وطبقات فحول الشعراء ص ١٩٤ وخزانة الأدب ٦/٣٣، وحريث بن محفض: شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأموية. والرواية في المصادر المذكورة: (بنو الحرب لم تقعد بهم أمهاتهم) .

<<  <   >  >>