للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورأى سعد بن أبي وقاص [١] رجلا يصيد في حرم المدينة، فسلبه، فكلّم فيه، فقال: لا أردّ عليكم طعمة أطعمنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه صلى الله عليه وسلم حرّم هذا الحرم، وقال: (إن رأيتم أحدا يصيد شيئا فلكم سلبه) ، ولكن إن شئتم رددت عليكم ثمنه، وحدّ حرمها ما بين لابتيها، هذا أقوى ما ذكر، [١٣١ و] وقال صلى الله عليه وسلم: (من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها، فاني أشفع لمن يموت بها) [٢] ، وقال صلى الله عليه وسلم: (من حج فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي) [٣] .

[[معنى البرابر]]

طرفة بن العبد: [٤] [الطويل]

ولكن دعا من قيس عيلان عصبة ... يسوقون في أعلى الحجاز البرابرا


[١] سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف القرشي الزهري: أبو إسحاق، صحابي أمير، فاتح العراق ومدائن كسرى، وأحد الستة الذين عينهم عمر للخلافة، وأول من رمى بسهم في سبيل الله، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، يقال له فارس الإسلام، أسلم وهو ابن ١٧ سنة، وشهد بدرا، وافتتح القادسية، ونزل إرض الكوفة فجعلها خططا لقبائل العرب، وابتنى بها دارا فكثرت الدور فيها، وظل واليا عليها مدة عمر بن الخطاب، وأقره عثمان زمنا ثم عزله، وعاد إلى المدينة، فأقام قليلا وفقد بصره، وقالوا في وصفه: كان قصيرا دحداحا، ذا هامة، شثن الأصابع، جعد الشعر. مات في قصره بالعقيق سنة ٥٥ هـ. (تهذيب التهذيب ٣/٤٨٣، صفة الصفوة ١/١٣٨، حلية الأولياء ١/٩٢، البدء والتاريخ ٥/٨٤) .
[٢] الحديث مع خلاف يسير في اللفظ في مسند أحمد بن حنبل ٢/٧٤، موارد الظمآن للهيثمي ١٠٣١، الترهيب والترغيب ٢/٢٢٣، مجمع الزوائد ٣/٣٠٦، شرح السنة للبغوي ٧/٣٢٤)
[٣] الحديث في السنن الكبرى للبيهقي ٥/٢٤٦، سنن الدارقطني ٢٧٨١٢، كنز العمال ١٢٣٦٨، مجمع الزوائد ٤/٢.
[٤] البيت من قصيدة في ديوان طرفة بن العبد ص ١٢٧ شرح سعدي الضناوي، ط- دار الكتاب العربي بيروت ١٩٩٧، وفيه يسوفون في أعلى الحجاز البرائرا وقد وهم المحقق في (يسوفون) بالفاء، وصوابها (يسوقون) بالقاف، وأخطأ في (البرائر) وصوابها (البرابر) ، ثم راح يتأول للكلمتين معنى بعيدا. والبرّ: دعاء الغنم.
ينظر: اللسان والقاموس (برر) .

<<  <   >  >>