كتاب المجموع اللفيف

الفصل الثاني من المجموع اللفيف - السواحل التي يجهز إليها البحار والغواصون - ص: 526

يلزق بالحشر، إو يلزم موضعا لا يكاد يعدوه. فأما موضع الحب في الصدفة، بلبلا كانت أم محارا، ففي داخل الصدفة مع حرفي الصدفتين، ما أحاط بهما مما يلي اللحم الأسود، ومما يلي الشحمة والفم والأذن، فما كان من الح دون الحرف الأسود، فهو سليم صحيح، وما كان ملتزقا بالسواد، كان أسفله الذي يلي السواد سقيما متكسرا أو طينيا، وما كان منه يلي الفم كان سليما مدحرجا نقيا، وهذه التي تلي الفم هي الجيدة البالغة، ويكون أكثرها وزنا مثقالا وثلثا، وما كان منه [١٩٦ ظ] يلي الفم ملتزقا بالصدف، فهو الذي يسمى الطّور، وهي شبيهة بالعظم، لها وجه حسن، ووجه شبيه بالحجر عظمي، ويكون وزنها ما بين دانق إلى خمسة مثاقيل، ويبلغ أكثرها ثمنا، ألف دينار، وليس لها في هذا الدهر كثير ثمن، وتسمى جبلية لأنها لا تنفق إلا عند أهل الجبال، ومن لا معرفة له بالحبّ.

وما يكون من الحبّ داخل الأذن، وقريبا منها، يكون عليه جلدة، فاذا قشّر الجلد عنه خرج لؤلؤا جيدا، قد يبلغ منه شيء ألف دينار، وإنما يكون في أذن واحدة، وليس هذا في كله، وأكثره يكون في البلبل.

[السواحل التي يجهز إليها البحار والغواصون]

وهي ستة سواحل، ساحل بحر البصرة، ويسمّى حبه كلّه القطري، وهو من كاظمة [١] ، إلى بحر فارس، في أربعة مواضع منه، وهي: بيلي [٢] ، وقطر، وخارك [٣] ، وسامخا [٤] ، يغاص في هذه المواضع على ثلاثة قنامين، ونحو ذلك، ولؤلؤه عامته فيه صفرة لقرب مغاصّه، وتأثير الشمس فيه، وإذا بقي منه فهو حسن، ويبلغ وزنه نصف مثقال.

---

[١] كاظمة: جو. على سيف البحر في طريق البحرين من البصرة، بينها وبين البصرة مرحلتان. (ياقوت: كاظمة)
[٢] بيل: ناحية بالري، ولم أجد: بيلي.
[٣] خارك: جزيرة في وسط البحر الفارسي، وهي جبل مال في وسط البحر، وهي من أعمال فارس، يقابلها في البر جنّابة ومهروبان. (ياقوت: خارك)
[٤] سامخا: لم أجدها في المدن.