للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنهاك عنهم أن تتبعهم فتأخذ من نفاقهم، ثم دعا بالسيف وأومى [١] إلى السياف أن أمسك، فقال ابن القرّية: ثلاث كلمات أصلح الله الأمير كأنهن ركب وقوف يكنّ مثلا بعدي، قال: هات، قال: لكل جواد كبوة، ولكل صارم نبوة، ولكل حليم هفوة، قال الحجاج: ليس هذا وقت المزاح، يا غلام أوجب جرحه، فضرب عنقه.

وقيل: إنه لما أراد قتله قال له [٢] : العرب تزعم أنّ لكل شئ آفة، قال:

صدقت العرب أصلح الله الأمير، قال: فما آفة الحلم؟ قال: الغضب، قال:

فما آفة العقل؟ قال: العجب، قال: فما آفة العلم؟ قال: النسيان، قال: فما آفة السخاء؟ قال: المنّ، قال: فما آفة الكرام؟ قال: مجاورة اللئام، قال: فما آفة الشجاعة؟ قال البغي، قال: فما آفة العبادة؟ قال: الفترة، قال: فما آفة الذهن؟ قال: حديث النفس، قال: فما آفة الحديث؟ قال: الكذب، قال: فما آفة المال؟ قال: سوء التدبير، قال: فما آفة الكامل من الرجال؟ قال: العدم، قال: فما آفة الحجاج بن يوسف؟ قال: أصلح الله الأمير، لا آفة لمن كرم حسبه، وطاب نسبه، وزكا فرعه، [١٠ و] قال: امتلأت شقاقا، وأظهرت نفاقا، اضربوا عنقه، فلما رآه قتيلا ندم.

[[طاووس وأبو جعفر الباقر]]

سأل طاووس [٣] أبا جعفر [٤] عليه السلام فقال: أخبرني متى أهلك الله


[١] أومى: لغة في أومأ.
[٢] قال له: أي الحجاج.
[٣] طاووس: طاووس بن كيسان الخولاني الهمداني بالولاء، أبو عبد الرحمن من أكابر التابعين تفقها بالدين ورواية للحديث، وتقشفا في العيش، وجرأة في وعظ الخلفاء، كان يأبى القرب من الملوك والأمراء، قال ابن عيينة: متجنبو السلطان ثلاثة؛ أبو ذر، وطاووس، والثوري، توفي طاووس حاجا بالمزدلفة أو منى سنة ١٠٦ هـ-.
(حلية الأولياء ٤/٣، تهذيب التهذيب ٥/٨، صفة الصفوة ٢/١٦٠) .
[٤] أبو جعفر: أرجح أن يكون أبا جعفر الباقر، محمد بن علي زين العابدين بن الحسين

<<  <   >  >>