للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[رأي عمر بن عبد العزيز في علي]]

روى ابن الأنباري، أن رجلين بقرقيسياء [١] اختصما في تفضيل علي عليه السلام، ومعاوية، فارتفعا إلى ابن علاثة عامل قرقيسياء، فكتب بخبرهما إلى ميمون بن مهران، وهو والي الرقّة، فكتب إلى عمر بن عبد العزيز [٢] بخبرهما، فكتب إليه عمر باطلاق القائل أن عليا عليه السلام أفضل، وضرب الزاعم أن معاوية أفضل الحدّ، ونفيه عن البلد.

[[المخيس أول من مدح المهدي]]

كان مخيّس بن أرطاة المنقري [٣] قد ذكر للمهدي أنه قال: [الرجز] أصبحت بعد القرطق الخزيّ [٤] مسوّدا ولست بالبلخيّ [٥] [١٠٥ و]


[١] قرقيسياء: بلد على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق على ستة فراسخ، وعندها مصب الخابور في الفرات، فهي في مثلث بين الخابور والفرات، فتحها حبيب بن مسلمة الفهري. (ياقوت: قرقيسياء)
[٢] عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم القرشي: الخليفة الصالح، والملك العادل، وربما قيل له خامس الخلفاء الراشدين، تشبيها له بهم، ولد ونشأ بالمدينة، وولي إمارتها للوليد، ثم استوزره سليمان بن عبد الملك بالشام، وولي الخلافة بعهد من سليمان سنة ٩٩ هـ، وسكن الناس في أيامه، فمنع سب علي بن أبي طالب (وكان من تقدمه من الأمويين يسبونه على المنابر) ، ولم تطل مدته، قيل دسّ له السم وهو بدير سمعان من أرض المعرة، فتوفي به، ومدة خلافته سنتان ونصف، وأخباره في عدله وحسن سياسته كثيرة، كتب عن عدله ومناقبه كثير من القدماء والمحدثين، توفي سنة ١٠١ هـ.
(تهذيب التهذيب ٧/٤٧٥، حلية الأولياء ٥/٢٥٣- ٣٥٣، صفة الصفوة ٢/٦٣، المحبر ص ٢٧، اليعقوبي ٣/٤٤)
[٣] المخيس بن أرطاة الأعرجي: أبو ثمال، أول شاعر مدح بني العباس في خلافتهم، وهو راجز شامي، اشتهر في أيام مروان بن محمد آخر المروانيين من بني أمية بالشام، وعاش حتى مدح السفاح والمنصور العباسيين، توفي نحو سنة ١٤٥ هـ.
(معجم الشعراء ص ٤٧٩، الأعلام ٧/١٩٥)
[٤] القرطق: لباس، معرب كرته.
[٥] البلخي: المتكبر والجرىء على الفجور.

<<  <   >  >>