للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما كلّ من تهوى يحبّك قلبه ... ولا كلّ من صافيته لك منصف

إذا المرء لم يحببك إلا تكلّفا ... فذره إذا ما قلّ منه التّعطّف

فما الناس بالناس الذين عهد تهم ... ولا الدار بالدار التي كنت تعرف [١]

[[لا حرمة للفاجر]]

عن الحسن [٢] قال: لا حرمة للفاجر، قال قتادة: كأنه يرى أنّك إذا اغتبت الفاجر أنه لا بأس به.

[[أبو الأسود الدؤلي]]

قال: زوّج أبو الأسود الدؤلي [٣] رضي الله عنه ابنته، فلما أراد إهداءها إلى زوجها قال لها: يا ينيّة، إنّ أطيب الطّيب الماء، وإنّ أحسن الحسن الدهن، وإنّ أحلى الحلاوة الكحل، يا بنيّة، لا تكثري مباشرة زوجك فيملّك، ولا تباعدي منه فيجفوك، وكوني كما قلت لأمّك: [٤] [الطويل]

خذي العفو مني تستديمي مودتي ... ولا تنطقي في صولتي حين أغضب [٥]

ولا تنقريني نقرة الدّفّ مرة ... فانّك لا تدرين كيف المغيّب

فأني رأيت الحبّ في الصدر والأذى ... إذا اجتمعا لم يلبث الحبّ يذهب


[١] البيت في منتخل الميكالي ٢/٥٤٢، والمحاسن والمساوئ ص ٣٥.
[٢] الحسن: هو الحسن البصري، وقد سبقت ترجمته.
[٣] أبو الأسود الدؤلي: ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني، واضع علم النحو، كان معدودا في الفقهاء والأعيان والشعراء، من التابعين، رسم له علي بن أبي طالب شيئا من أصول النحو، فكتب فيه أبو الأسود، وأخذه عنه جماعة، سكن البصرة في خلافة عمر، وولي إمارتها في أيام علي، ولم يزل في الإمارة إلى أن قتل علي بن أبي طالب، وكان قد شهد صفين مع علي، وأبو الأسود أول من نقط المصحف، وله شعر جيد، توفي في البصرة سنة ٦٩ هـ. (الإصابة ت ٤٣٢٢، تهذيب ابن عساكر ٧/١٠٤، خزانة الأدب ١/١٣٦، الذريعة ١/٣١٤، صبح الأعشى ٣/١٦١)
[٤] الخبر في الأغاني ٢٠/٣٨٥، والأبيات في الأغاني ٢٠/٣٨٥، الأبيات في الأغاني ٢٠/٣٧٦ منسوبة لأسماء بن خارجة.
[٥] في الأغاني: (في سورتي) . والسورة: شدة الغضب والسطوة.

<<  <   >  >>