للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... وشاحي خود كالغزال لعوب [١]

وهل أسلبنّ الناشئ العزّ ثوبه ... وليس علينا يوم ذاك رقيب

وهل يرفعن رأسي الوساد ودونه ... بنان كهدّاب الدّمقس خضيب [٢]

أبيني لنا ما تفعلن سقاكم ... هزيم أذرّته صبا وجنوب [٣]

لبعض قضاعة: [الوافر]

كأنّك مزنة برقت بليل ... بحرّان يضئ له سناها

فلم تمطر عليه وجاوزته ... وقد أشفى عليه أو رجاها [٦١ ظ]

[حدّث الأصمعي]

عبد الرحمن عن عمّه [٤] قال: وكان يقال: مستتمّ الصنيعة، من عدّل زيغها، وأقام أودها، صيانة لمعروفه، ونصرة لرأيه، فإنّ أول المعروف مستخف، وآخره مستقل، تكاد أوائله تكون للهوى [دون] [٥] الرأي، وأواخره للرأي دون الهوى، ولذلك قيل: ردّ الصنيعة أشدّ من ابتدائها.

[[نصيحة شريف تحقن الدماء]]

عبد الرحمن بن عبد الله عن عمّه قال: لمّا عزم داود بن علي [٦] أن يقتل


[١] الخود: الشابة الناعمة الحسنة الخلق
[٢] الهزيم: صوت الرعد
[٣] الصّبا: ريح وجهها من مشرق الشمس، إذا استوى الليل والنهار.
[٤] عبد الرحمن: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن قريب، ذكره الزبيدي في طبقات اللغويين والنحاة البصريين في الطبقة الخامسة، ويروي عن عمه الأصمعي وعن غيره من الرواة (طبقات اللغويين والنحويين- الزبيدي ص ١٩٧ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ط- السعادة مصر ١٩٥٤، بغية الوعاة- السيوطي ٢/٨٢، وفيات الأعيان في ترجمة الأصمعي) .
[٥] كلمة (دون) ساقطة من الأصل.
[٦] داود بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب: أمير من العباسيين، وهو عم السفاح، كان خطيبا فصيحا من كبار القائمين بالثورة على بني أمية، ولاه السفاح إمارة الكوفة ثم إمارة المدينة ومكة واليمن والطائف، وأقام بالمدينة، وتوفي فيها سنة ١٣٣ هـ. (الطبري ٩/١٤٧، ميزان الاعتدال ١/٣٢١، تهذيب ابن عساكر ٥/٢٠٣) .

<<  <   >  >>