للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عقبة الطير [١] ، فأجد من ذكرها ريح المسك، ولئن لم يكن الحبّ من الجنون إنه لعصارة السحر.

[[لا تعجل بحمد أو ذم]]

ابن مسعود: [٢] لا تعجّل بحمد أحد ولا بذمّه، فربّ من يسوؤك اليوم يسرّك غدا، وربّ من يسرك اليوم يسوؤك غدا.

[[من شعر الحسين اليمامي]]

قال الوزير رحمه الله: أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن إسماعيل بن رحمة اليوسفي اليمامي من بني حسن عليهم السلام لنفسه: [الطويل]

لئن عتمت رجلي وقمت على العصا ... ولم يشتعني لمّة الحدثان [٣]

أجب داعي الشوق الذي لا يجيبه ... ضعيف ولا رثّ القوى متوان

إذا استظهر الجبس الدّنيّ لحافه ... عليه وغطّى الليل كلّ جنان

[٤] [٨٢ ظ] تبرّأت إلّا من قميصي وصارم ... من المشرفيّات العتاق يمان

وقمت ولي في ساحة الحيّ صاحب ... مقرّ بعيني منذ كنت وكان

قال الوزير: وكان قد عرج من ضربات لحقته، فأقام أخا فراش سنة لا


[١] عقبة الطير: مسافة ما بين ارتفاعه وانحطاطه. (اللسان: عقب) .
[٢] ابن مسعود: عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، أبو عبد الرحمن، صحابي من أكابرهم فضلا وعقلا وقربا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من أهل مكة، ومن السابقين للإسلام، وأول من جهر بقراءة القرآن بمكة، كان خادم الرسول الأمين، وصاحب سره ورفيقه في حله وترحاله وغزواته، نظر إليه عمر بن الخطاب يوما، وقال: (وعاء مليء علما) ، ولي بعد وفاة الرسول بيت مال الكوفة، ثم قدم المدينة في خلافة عثمان، فتوفي فيها عن نحو ستين عاما، كان قصيرا جدا يكاد الجلوس يوارونه، وكان يحب التطيب، له ٨٤٨ حديثا، توفي سنة ٣٢ هـ.
(الإصابة ت ٤٩٥٥، صفة الصفو، ١/١٥٤، حلية الأولياء ١/١٢٤، البدء والتاريخ ٥/٩٧) .
[٣] عتمت رجلي: أبطأت وتأخرت. لمّة الحدثان: شدته.
[٤] الجبس: اللئيم والغبي.

<<  <   >  >>