للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبعد التابعين: عبد الله بن كثير [١] ، قال أبو بكر بن مجاهد: انتهت القراءة بمكة إليه، وهو مولى عمرو بن علقمة الكناني، ويقال له الداري، قرأ على مجاهد بن جبر، وقرأ ابن عامر على أبيّ بن كعب رحمة الله عليه. ومن القراء: حميد بن قيس [٢] [١٤٠ ظ] مولى بني هاشم.

[[إعادة بناء المسجد النبوي]]

قال: وكتب الوليد إلى ملك الروم [٣] : أني أريد بناء مسجد نبيّنا الأعظم صلى الله عليه وآله، فأعنّي بالعمال والفسيفساء، فبعث إليه بأحمال من الفسيفساء، وعشرين عاملا، وبمائتي ألف دينار عونا له، وبالسلاسل التي فيها القناديل، فهدمه عمر [٤] سنة إحدى وتسعين وبناه بالمذهب [٥] والمرمر والساج والفسيفساء، وبنى بأنقاضه داره بالحرّة، وخلا المسجد يوما للعمال فقال أحدهم: ألا أبول على قبر نبيهم، فنهاه أحدهم، فلم ينته، ففعل فاقتلع فألقي على رأسه، فانتثر دماغه، فأسلم بعضهم.

ولم يزل المسجد على ما أحدثه، حتى ولي أبو جعفر، فشاور في الزيادة


[١] عبد الله بن كثير: أبو معبد مولى عمرو بن علقمة الكناني، أصله فارسي ويقال له الداري، نسبة إلى عطر دارين، أما البخاري فقال: هو قرشي من بني عبد الدار، قال ابن عيينة: لم يكن بمكة أحد أقرأ من حميد وعبد الله بن كثير، وقال جرير بن حازم: رأيت ابن كثير فصيحا بالقرآن، ولد بمكة سنة ٤٨ هـ، ومات سنة ١٢٠ هـ.
(تاريخ الإسلام للذهبي ترجمة ٤٦١، ص ٤٠٣- ٤٠٤، تهذيب سير أعلام النبلاء ١/١٩٧)
[٢] حميد بن قيس الأعرج المكي: أبو صفوان القارىء الأسدي مولاهم، وقيل مولى عفراء، قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، وكان قارىء أهل مكة، مات سنة ١٣٠ هـ. (تهذيب التهذيب ٣/٤٦- ٤٧)
[٣] الخبر في الطبري ٦/٤٣٦، وابن الأثير ٤/٢٤٦- ٢٤٧.
[٤] هو عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.
[٥] في الأصل: (بالمرهب) وهو تحريف.

<<  <   >  >>