للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن المنزلة عند أهل الملك، فقال عمر لأبي العباس، رواه ثعلب عن زبير عن رجاله، فقال: [١] [الرمل]

أفتني إن كنت ثقفا شاعرا ... عن فتى أعوج أعمى مختلف

سيّء السّحنة باد لؤمه ... مثل عود الخروع البالي القصف

[٢] فردّ عليه أبو العباس: [٣] [الطويل]

أنت الفتى وابن الفتى وأخو الفتى ... وسيّدنا لولا خلائق أربع

نكولك في الهيجا وتقوالك الخنا ... وشتمك للمولى وأنّك تبّع

[٤] [١١١ و] قال ثعلب: تبّع نساء مثل تبع نساء، وهذا الخبر يدلك على طول عمر أبي العباس الأعمى، لأنه يقول في إخراج ابن الزبير [٥] بني أميّة عن مكة والمدينة إلى الشام: [٦] [الطويل]

ولم أر مثل الحيّ حين تحملوا ... إلى الشام مظلومين منذ بريت [٧]


[١] البيتان لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص ٤٩٦.
[٢] في الديوان: (سيء السحنة كاب لونه) .
[٣] البيتان لأبي العباس الأعمى في الأغاني ١٦/٣٣٠.
[٤] تبّع: وتبع نساء، إذا كان كلفا بهنّ.
[٥] عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي: فارس قريش في زمنه، وأول مولود في المدينة بعد الهجرة، شهد فتح أفريقية في عهد عثمان، وبويع له بالخلافة سنة ٦٤ هـ عقب موت يزيد بن معاوية، فحكم مصر والحجاز واليمن وخراسان والعراق وأكثر الشام، وجعل قاعدة ملكه المدينة، وكان له مع الأمويين وقائع هائلة، حتى سيروا إليه الحجاج الثقفي في زمن عبد الملك بن مروان، فانتقل إلى مكة ونشبت بينهم حرب وقتل بعد أن خذله أصحابه، قتل سنة ٧٣ هـ.
(حلية الأولياء ١/٣٢٩، تاريخ الخميس ٢/٣٠١، الطبري وابن الأثير حوادث سنة ٧٣ هـ، تهذيب ابن عساكر ٧/٣٩٦)
[٦] البيتان الأول والثالث في الأغاني ١٦/٣٢٦، وفيه: عن جويرية بن أسماء أن ابن الزبير رأى رجلا من حلفاء بني أسد ابن عبد العزى في حالة رثّة، فكساه ثوبين وأمرله ببرّ وتمر، فقال أبو العباس الأعمى في ذلك.
[٧] في الأصل: (منذ قريب) وهو تحريف، لأن القافية تاء، والتصويب من الأغاني، وفي الأغاني: (فلم تر عيني مثل حي تحملوا)

<<  <   >  >>