للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أظهر الزنديق في آل ... رسول الله حقده

إذ غدا يشتم يحيى ... في كتاب قد أعدّه

فهو لا يشتم يحيى ... إنّما يشتم جدّه

قل له يبلغ في آ ... ل رسول الله جهده

قد علمنا أنّ من أب ... غضهم ليس لرشده

وكان أبو الحسين من أشدّ آل أبي طالب بأسا، وأحسنهم وجها، وأسمعه عمر بن فرج الرجخي كلمة عند قدومه من خراسان، لما حمله السلطان منها في أيام المتوكل، فشتم عمر في مجلسه، فلم يزل محبوسا، ثم كفل به أهله [١١٤ و] وأطلق، فصار إلى مدينة السلام، وأقام بها في شرّ حال، ربما أقام هو وغلامه ودابته على الطّوى، ولا يقبل من أحد شيئا، ثم ظهر بالكوفة بعد أيام، فأخذ ما كان في بيت مالها، وهو من العين ألفا دينار ونيّف، ومن الورق سبعون ألف درهم، ثم ندب لمحاربته الحسين بن إسماعيل، فجرت له قصص يطول شرحها، ثم التقوا، فوجد أبو الحسين وقد تقطّر [١] به البرذون الذي كان تحته، وقد انقرح قلبه، أما لضرب القربوس [٢] أو غيره، فذبح واحتزّ رأسه، وحمل إلى محمد بن طاهر وهو ببغداد، فجمع الطالبيين ليعرفوا صحة أمر رأسه، فقال له أبو هاشم الجعفري، وكان أسنّهم:

إنك لتستبشر بقتل رجل لو أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حيّ لعزّي به، وهو الذي رثاه علي بن العباس الرومي فقال القصيدة الجيمية التي أولها، ومن مختاوها: [٣] [الطويل]

أمامك فانظر أيّ نهجيك تنهج ... طريقان شتّى مستقيم وأعوج

أكلّ أوان للنبيّ محمّد ... قتيل زكىّ بالدماء مضرّج


[١] تقطر به فرسه: ألقاه على قطره، وتقطر الرجل: رمى بنفسه من علو، وقطر الإنسان:
شقه وجانبه.
[٢] القربوس: حنو السرج، وهما قربوسان.
[٣] القصيدة لا بن الرومي في ديوانه ص ٣٠٥- ٣١٠ ط- دار الكتب العلمية بيروت. ١٩٩٤
والقصيدة طويلة تقع في اثني عشر ومائة بيت.

<<  <   >  >>