للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مروان، فلما خلع ابن الأشعث [١] بسجستان [٢] بعثه الحجاج إليه، فلما دخل عليه قال: لتقومنّ خطيبا ولتخلعنّ عبد الملك، ولتسبّنّ الحجاج، أو لأضربنّ عنقك، قال: أيها الأمير، إنما أنا رسول، قال: هو ما أقول لك، فخطب فخلع عبد الملك وشتم الحجاج، وأقام هنالك، فلما انصرف ابن الأشعث كتب الحجاج إلى عماله بالري [٣] وأصفهان [٤] وما يليهما يأمرهم ألا يمر بهم أحد من قبل ابن الأشعث إلا بعثوا به اليه، وأخذا ابن القرية فيمن أخذ، فلما أدخل إلى الحجاج قال: أخبرني عمّا أسألك عنه، قال: سلني عمّ شئت، قال: أخبرني عن أهل العراق؟ قال: أعلم الناس بحق وباطل، قال: فأهل الحجاز؟ قال: أسر الناس إلى فتنة، وأعجزهم فيها، قال: أهل الشام؟ قال:


[١] ابن الأشعث: عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، أمير من القادة الشجعان، سيّره الحجاج بجيش لغزو بلاد رتبيل (ملك الترك) فغزا بعض أطرافها، وكتب إلى الحجاج بعدم التوغل في بلاد لا يعرف مداخلها ومخارجها، فاتهمه الحجاج بالضعف، فاتفق ابن الأشعث ومن معه على نبذ طاعة الحجاج وخلعوه وخلوا عبد الملك بن مروان، وزحف إلى العراق لقتال الحجاج سنة ٨١ هـ-، وحدثت بينهم موقعة (دير الجماجم) فهزم جيش ابن الأشعث، ولجأ إلى رتبيل، فقتله وبعث برأسه إلى الحجاج بعد أن هدده سنة ٨٥ هـ-.
(الطبري ٨/٣٩، ابن الأثير ٤/١٩٢، الأخبار الطوار ٣٠٦) .
[٢] سجستان: ناحية كبيرة وولاية واسعة، وقيل: إن سجستان اسم للناحية وإن اسم مدينتها (زرنج) ، وبينها وبين هراة عشرة أيام ثمانون فرسخا، وهي جنوبي هراة، وأرضها كلها سبخة. (ياقوت: سجستان) .
[٣] الري: مدينة مشهورة من أمهات البلاد وأعلام المدن، بينها وبين نيسابور مائة وستون فرسخا، وإلى قزوين سبعة وعشرون فرسخا، فتحها عروة بن زيد الطائي سنة ٢٠ هـ- بأمر عمر بن الخطاب.
(ياقوت: الري) .
[٤] أصفهان: أو أصبهان، مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها، وأصبهان اسم للإقليم بأسره، وكانت مدينتها أولا جيّا، ثم صارت اليهودية، وهي من نوحي الجبل في آخر الإقليم فتحت في زمن عمر بن الخطاب سنة ١٩ هـ-، فتحها عبد الله بن عبد الله بن عتبان. (ياقوت: أصبهان) .

<<  <   >  >>