للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنت امرؤ يا ذئب والغدر كنتما ... أخيّين كانا أرضعا بلبان

ولو غيرنا نبّهت تلتمس القرى ... رماك بسهم أو شباة سنان [١]

وأنشد لحميد بن ثور الهلالي: [٢] [الطويل]

ترى ربّة البهم الشفيقة عندنا ... لقاضية من بهمها وهو ضائع [٣]

تلوم ولو كان ابنها رضيت به ... إذا هبّ أرواح الشتاء الزعازع

ينام بإحدى مقلتيه ويتّقي ... بأخرى المنايا فهو يقظان هاجع

ترى طرفيه يعسلان كلاهما ... كما اهتزّ عود الساسم المتتايع [٤]

طوي البطن إلا من مصير يبلّه ... دم الجوف أو سؤر من الحوض ناقع [٥]

إذا ما غدا يوما رأيت غياية ... من الطير ينظرن الذي هو صانع [٦]

وإن أجدبت أرض عليه فانّه ... بعزّة أخرى طيّب النفس قانع [٧]

وإن خاف من أرض عدوّا رمت به ... مخافته والجانب المتواضع [٨]

وإن بات وحشا ليلة لم يضق بها ... ذراعا ولم يصبح لها وهو ضارع [٩]

وقال عوف بن محبوب النهشلي: [١٧٠ و] [الطويل]

لعمري لئن أمسيت يا ذئب مقويا ... من الزاد قد أعيت عليك المذاهب


[١] الديوان: (أتاك بسهم) .
[٢] الأبيات من قصيدة لحميد بن ثور الهلالي في ديوانه ص ١٠٣- ١٠٦، مع اختلاف في ترتيب الأبيات.
[٣] الديوان: (ترى ربة البهم الغرار عشية إذا ما عدا في بهمها وهو ضائع) .
[٤] يعسلان: يهتزان، عسل الذئب: مضى مسرعا واضطرب في مشيه وهز رأسه، الساسم: شجر أسود تتّخذ منه السهام. المتتايع: المستوي الذي لا عقد فيه.
[٥] الطوي: (بكسر الواو ونخفيف الياء) الضامر البطن. المصير: المعي. السؤر: البقية.
ناقع: وصف من نقع الماء العطش نقوعا إذا سكنه.
[٦] الغياية: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه، مثل السحابة، والغبراء والظلمة وغير ذلك.
[٧] الديوان: (وإن حذرت أرض عليه فانه بغرة أخرى) .
[٨] الديوان: (إذا خاف جورا من عدو رمت به مخالبه والجانب المتواسع) .
[٩] الديوان: (وهو خاضع) .

<<  <   >  >>