للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا تلح من يبكي شبيبته ... إلا إذا لم يبكها بدم

عيب الشبيبة غول سكرتها ... مقدار ما فيها من النعم

لسنا نراها حقّ رؤيتها ... إلا زمان الشيب والهرم

كالشمس لا تبدو فضيلتها ... حتى تغشّى الأرض بالظّلم

ولربّ شيء لا يبيّنه ... وجدانه إلا مع العدم

وأنشدنا عن المبرد لمحمد بن يسير في أحمد بن يوسف [١] حيث يقول: [٢] [الخفيف]

هل معين علي البكا والعويل ... أم معزّ على المصاب الجليل

ميّت مات وهو في ورق العي ... ش مقيم به وظلّ ظليل

في عداد الموتى وفي عامري ... الدنيا أبو جعفر أخي وخليلي

لم يمت ميتة الوفاة ولكن ... مات عن كلّ صالح وجميل

[١٧٤ و] وأنشد لبعضهم: [الوافر]

ألا معط الإله بني معيط ... من الإسلام والحسب الصّميم

ولآخر: [مجزوء الكامل]

يا نائما عن كاسه ... سيطول نومك في الضريح

فأثاب وهو مشوش ... بين المخبّل والصحيح

واستلّ روح الدّنّ فان ... تعشت بتلك الروح روحي

وأنشدني لنفسه: [السريع]

قد نادت الدنيا على نفسها ... لو كان في العالم من يسمع


[١] أحمد بن يوسف بن القاسم الكاتب: وزير من كبار الكتاب، من أهل الكوفة، ولي ديوان الرسائل للمأمون، واستوزره بعد أحمد بن خالد الأحول، كان فصيحا قوي البديهة يقول الشعر الجيد، له رسائل مدونة، وهو صاحب البيت المشهور:
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيق توفي ببغداد سنة ٢١٣ هـ. (الوزراء والكتاب ص ٣٠٤، معجم الأدباء ٢/١٦٠، تاريخ بغداد ٥/٢١٦، أمراء البيان ١/٢١٨- ٢٤٣)
[٢] الأبيات في البيان والتبيين ١/٦٥- ٦٦، والعقد الفريد ٦/١٦٢.

<<  <   >  >>