وينسب إليها أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري أوحد زمانه. سأله الحجّاج وقال: ما تقول في عثمان وعليّ؟ قال: أقول ما قال من هو خير مني عند من هو شرّ منك! قال: من هو؟ قال: موسى، ﵇، حين سأله فرعون: ما بال القرون الأولى؟ قال: علمها عند ربي في كتاب لا يضلّ ربي ولا ينسى. علم عثمان وعليّ عند اللّه. فقال: أنت سيّد العلماء يا أبا سعيد!
وحكي أن رجلا قال للحسن: فلان اغتابك! فبعث إلى ذلك الرجل طبق حلاوى وقال: بلغني أنّك نقلت حسناتك إلى ديواني فكافيتك بهذا. وحكي ان ليلة وفاته رأى رجل في منامه مناديا ينادي: إن اللّه اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، واصطفى الحسن البصري على أهل زمانه.
توفي سنة عشر ومائة عن ثمان وثمانين سنة.
وينسب إليها أبو بكر محمّد بن سيرين، وهو مولى أنس بن مالك. كان شابّا حسن الوجه بزّازا، طلب منه بعض نساء الملوك ثيابا للشري، فلمّا حصل في دارها مع ثيابه راودته عن نفسه فقال: أمهليني حتى أقضي حاجتي فإني حاقن! فلمّا دخل بيت الطهارة لطخ جميع بدنه بالنجاسة وخرج، فرأته على تلك الحالة فنفرت منه وأخرجته.
وحكي انّه رأى يوسف الصدّيق، ﵇، في نومه فقال له: يا نبي اللّه حالك عجيب مع أولئك النسوة! فقال له: وحالك أيضا عجيب! أعطاه اللّه علم تأويل الرؤيا، جاءه رجل قال: رأيت في نومي كأني أعلّق الجواهر على الخنازير! فقال له: تعلّم الحكمة لمن ليس أهلا لها! وجاءه رجل آخر وقال:
رأيت كأني أختم أفواه الرجال وفروج النساء! فقال: مؤذن أنت؟ قال: نعم.
فقال: تؤذن في رمضان قبل طلوع الفجر. وجاءه رجل آخر وقال: رأيت كأني أصبّ الزيت في وسط الزيتون. فقال له: عندك جارية؟ قال: نعم.
قال: اكشف عن حالها كأنّها أمّك. توفي ابن سيرين سنة مائة وعشر عن سبع وسبعين سنة.