وينسب إليها الإمام العلّامة أبو عبد اللّه محمّد بن عمر الرازي، إمام الوقت ونادرة الدهر وأعجوبة الزمان:
لقد وجدت مكان القول ذا سعة … فإن وجدت لسانا قائلا فقل
ذكر أبو القاسم عليّ بن حسن بن عساكر عن أبي هريرة عن رسول اللّه، ﷺ، انّه قال: إن اللّه تعالى يبعث لهذه الأمّة في كلّ مائة سنة من يجدّد لها دينها. قال: فكان على رأس المائة الأولى عمر بن عبد العزيز، وعلى الثانية محمّد بن إدريس الشافعي، وعلى رأس المائة الثالثة أبو العبّاس أحمد ابن شريح، وعلى رأس المائة الرابعة القاضي أبو بكر محمّد بن الطيب الباقلاني، وعلى رأس الخامسة أبو حامد محمّد بن محمّد الغزّالي، وعلى رأس المائة السادسة أبو عبد اللّه محمّد بن عمر الرازي.
حكي أن فخر الدين الرازي ورد بخارى، وحضر حلقة رضى الدين النيسابوري، وكان في حلقته أربعمائة فاضل مثل ركن الدين العميدي وركن الدين الطاووسي ومن كان من طبقاتهم ومن كان دونهم، واستدلّ في ذلك المجلس فلم يبق من القوم إلّا من أورد عليه سؤالا أو سؤالين، فأعادها كلّها، فلمّا قال: والاعتداد عن هذه الفوائد، قال رضى الدين: لا حاجة إلى الجواب فإنّه لا مزيد على هذا. وتعجّب القوم ضبطه وإعادته وترتيبه. وحكي انّه قبل اشتهاره ذهب إلى خوارزم مع رسول، فقال أهل خوارزم للرسول: سمعنا ان معك رجلا فاضلا نريد أن نسمع منه فائدة، وكانوا في الجامع يوم الجمعة بعد الصلاة، فأشار الرسول إلى فخر الدين بذلك، فقال فخر الدين: افعل ذلك بشرط أن لا يبحثوا إلّا موجها. فالتزموا ذلك. فقال: من أي علم تريدون؟