عمّا قلت أو لأضربنّ عنقك! فقال يحيى: إن جئت بالمخرج فأنا آمن؟ قال:
نعم. قال: اقرأ «وتلك حجّتنا آتيناها إبراهيم» إلى قوله «ومن ذريته داود وسليمان» إلى قوله «وزكريا ويحيى وعيسى» فمن يعدّ عيسى من ذرية إبراهيم لا يعدّ الحسين من ذرية محمّد، ﵇؟ فقال الحجّاج: واللّه كأني ما قرأت هذه الآية قطّ! فولّاه قضاء المدينة، وكان قاضيها إلى أن مات.
وينسب إليها أبو محمّد سليمان بن مهران الأعمش. قال عيسى بن يونس:
ما رأينا في زماننا مثل الأعمش، فكان الأغنياء والملوك في مجلسه أحقر شيء، وهو محتاج إلى درهم! حكي انّه يوم الشكّ من رمضان يأتيه الناس يستخبرون منه، فضجر من ذلك وترك بين يديه رمّانة، كلّ من دخل عليه قبل أن يستخبر منه أخذ حبّة رماها في فمه، ليعلم أن اليوم ليس يوم صوم.
وحكي أن أبا حنيفة ذهب إليه فلمّا أراد الذهاب قال له: لا يكون ثقلت عليك! فقال: أنت في بيتك ثقبل عليّ فكيف في بيتي؟
وحكي أبو بكر بن عياش قال: دخلت على الأعمش في مرض موته فقلت:
أدعو لك طبيبا؟ فقال: ما أصنع به؟ واللّه لو كانت نفسي بيدي لطرحتها في الحشّ! لا تؤذينّ أحدا واطرحني في لحدي!
ولد الأعمش يوم قتل الحسين يوم عاشوراء سنة ستّين، وتوفي في سنة ثمان وأربعين ومائة، وهو ابن ثمان وثمانين سنة.
وينسب إليها أبو الحسين سمنون بن حمزة صحب السري السقطي. كان من أولياء اللّه، ذكر انّه لمّا أنشد:
وليس لي في سواك حظّ … فكيفما شئت فاختبرني
أخذه الأسر من ساعته، وكان يدور على المكاتب للصبيان ويقول: ادعوا لعمّكم الكاذب!
وحكى أبو أحمد المغازلي أنّه كان ببغداد رجل أنفق على الفقراء أربعين