للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رجل وأنا أتكلم بذاك فقال: يا عمرو بمكة رجل يقول: كما تقول قال: فأقبلت إلى مكة أسأل عنه فأخبرت أنه مختفي لا يقدر عليه إلا بالليل يطوف بالبيت، فقمت بين الكعبة وأستارها فما علمت إلا بصوته يهلل الله تبارك وتعالى فخرجت إليه فقلت: ما أنت؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: وبما أرسلك ربك؟ قال: "أن يعبد الله تعالى ولا يشرك به شيئًا وتحقن الدماء وتوصل الأرحام" قلت: ومن معك على هذا؟ قال: "حر وعبد" فقلت: أبسط يدك أبايعك، فبسط يده فبايعته على الإسلام، فلقد رأيتني ربع الإسلام.

وعن عمرو بن عبسة قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله من تبعك على هذا الأمر؟ قال: "حر وعبد" قلت: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: "طيب الكلام، وإطعام الطعام"، قلت: يا رسول الله فما الإيمان؟ قال: "الصبر والسماحة"، قلت: فأي الإسلام أفضل؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده" قلت: فأي الإيمان أفضل؟ قال: "خلق حسن"، قلت: أي الصلاة أفضل؟ قال "طول القنوت" قلت: فأي الهجرة أفضل؟ قال: "أن تهجر السوء" قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: "من عقر جواده، وأهريق دمه". (١)

حدثنا يحيى بن نصر الخولاني، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، ثني أبو يحيى وضمرة بن حبيب وأبو طلحة، عن أبي أمامة الباهلي قال: حدثني عمرو بن عبسة قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل فتح مكة فقال لي: إن أقرب ما يكون الرب من العبد جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممّن يذكر الله في تلك الساعة فافعل.

روى أحمد بسنده عن عمرو بن عبسة قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله من أسلم؟ يعني معك، فقال: "حر وعبد" يعني أبا بكر وبلالا، فقلت: يا رسول الله علمني مما تعلم وأجهل، هل من الساعات ساعة أفضل من الأخرى؟ قال: "جوف الليل الآخر أفضل، فإنها مشهودة متقبلة حتى تصلي الفجر، ثم أنهه حتى تطلع الشمس ما دامت كالحجفة حتى تنتشر, فإنها تطلع بين قرني شيطان ويسجد لها الكفار، ثم تصلي فإنها مشهودة متقبلة حتى يستوي العمود على ظله، ثم أنهه فإنها ساعة تسجر فيها الجحيم، فإذا


(١) رواه أحمد في المسند ج ٤/ ٣٨٥.

<<  <   >  >>