للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زالت فصل فإنها مشهودة متقبلة حتى تصلي العصر، ثم أنهه حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان ويسجد لها الكفار" وكان عمرو بن عبسة يقول: أنا ربع الإسلام. (١)

روى أحمد بسنده عن عمرو بن عبسة قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بعكاظ فقلت: من تبعك على هذا الأمر؟ فقال "حر وعبد" ومعه أبو بكر وبلال، رضي الله تعالى عنهما، فقال لي: "ارجع حتى يمكن الله، -عَزَّ وجَلَّ-، لرسوله" فأتيته بعد فقلت: يا رسول الله جعلني الله فداءك، شيئًا تعلمه وأجهله، لا يضرك وينفعني الله، -عَزَّ وجَلَّ- به، هل من ساعة أفضل من ساعة؟ وهل من ساعة يتقى فيها؟ فقال: "لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، إن الله، -عَزَّ وجَلَّ-، يتدلى في جوف الليل فيغفر إلا ما كان من الشرك والبغي، فالصلاة مشهودة محضورة فصل حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت فاقصر عن الصلاة فإنها تطلع بين قرني شيطان وهي صلاة الكفار حتى ترتفع، فإذا استقلت الشمس فصل فإن الصلاة محضورة مشهودة حتى يعتدل النهار، فإذا اعتدل النهار فاقصر عن الصلاة فإنها ساعة تسجر فيها جهنم حتى يفيء الفيء، فإذا فاء الفيء فصل فإن الصلاة محضورة مشهودة حتى تدلي الشمس للغروب، فإذا تدلت فاقصر عن الصلاة حتى تغيب الشمس فإنها تغيب على قرني شيطان، وهي صلاة الكفار". (٢)

وروى ابن سعد بسنده عن عمرو بن عبسة قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو نازل بعكاظ، قال قلت: يا رسول الله من معك في هذا الأمر؟ قال: "معي رجلان أبو بكر وبلال" قال: فأسلمت عند ذلك قال: فلقد رأيتني ربع الإسلام قال: فقلت: يا رسول الله أمكث معك أم ألحق بقومي؟ قال: "الحق بقومك" قال: "فيوشك الله تعالى أن يفي بمن ترى ويحيى الإسلام" قال: ثم أتيته قبل فتح مكة فسلمت عليه، قال وقلت: يا رسول الله أنا عمرو بن عبسة السلمي أحب أن أسألك عما تعلم وأجهل وينفعني ولا يضرك. (٣)


(١) مسند أحمد ج ٤/ ١١١.
(٢) مسند الإمام أحمد ج ٤/ ٣٨٥.
(٣) ابن سعد ١/ ٤٠٣.

<<  <   >  >>