للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا بأس, لأن النبي - حينما سأله الأعرابي عن صلاة الليل قال {مثنى مثنى} (١) والأعرابي يجهل الكيفية, وكونه يجهل كيفية الصلاة فمن باب أولى أنه كان يجهل العدد ومع ذلك لم يحدد له النبي - عدداً, وإنما قال له {مثنى مثنى}.

وخاصة أنه ورد عن بعض السلف الزيادة على الإحدى عشرة والإثنا عشرة, فقد روى السائب بن يزيد قال: (كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في شهر رمضان بعشرين ركعة) (٢) , وقد روى عبدالعزيز بن رفيع قال: (كان أبي يصلي بالناس في رمضان عشرين ركعة ويوتر بثلاث) (٣). وعن عطاء بن أبي رباح قال: (أدركت الناس يصلون في رمضان عشرين ركعة, ويوترون بثلاث) (٤).

وفعله من السلف كما في المصادر السابقة: الأعمش وسعيد بن جبير, وأبو مجلز, وابن أبي مليكة, وأبو البختري وغيرهم, وهذا واضح في عدم التحديد, وبناءً على هذا يقال الأفضل أن يقتصر على إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة ولو زاد فلا بأس, أما أن تكون الزيادة سبباً في النزاع والشقاق, وربما الرمي بالبدعة فهذا خطأ, قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: (ومما يجب أن يعلم أن الخلاف في عدد ركعات التراويح ونحوها مما يسوغ فيه الاجتهاد ولا ينبغي أن يكون مثاراً للخلاف والشقاق بين الأمة, خصوصاً أن السلف اختلفوا في ذلك, وليس في المسألة دليل يمنع جريان الاجتهاد فيها, وما أحسن ما قاله أحد أهل العلم لشخص خالفه في الاجتهاد في أمر سائغ: إنك بمخالفتك إياي قد وافقتني فكلانا يرى وجوب إتباع ما يرى أنه الحق حيث يسوغ الاجتهاد) (٥).

[س١١١: ما هو وقت صلاة التراويح؟]

ج/ الأقرب في ذلك أن وقت التراويح من فعل العشاء مطلقاً سواء صليت في وقتها أو في وقت المغرب مجموعة مع صلاة المغرب جمع تقديم إلى طلوع الفجر. أما


(١) متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
(٢) أخرجه عبدالرزاق والفريابي والبيهقي والمروزي وعند عبدالرزاق بلفظ إحدى وعشرين وإسناده صحيح.
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة وهو منقطع كما في التحفة.
(٤) أخرجه المروزي وابن أبي شيبة.
(٥) مجموع الفتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين ١٤/ ١٨٩ جمع وإعداد فهد السليمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>