للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دليل ابتداء وقتها من العشاء, فلحديث عائشة رضي الله عنها قالت {كان الناس يصلون في المسجد في رمضان بالليل ... قالت: فأمرني أن أنصب إليه حصيراً على باب حجرتي, فخرج إليه بعد أن صلى العشاء الآخرة فاجتمع إليه من المسجد فصلى بهم} (١) , وهذا عام سواء صليت في وقتها أو وقت المغرب.

وأما الدليل على امتداد وقت التراويح في الفجر: فلحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - قال {صلاة الليل مثنى مثنى, فإذا خشيت الصبح فأوتر بواحدة (٢)}.

[س١١٢: ما هو وقت الاستحباب بالنسبة لصلاة التراويح؟]

ج/ الأقرب في ذلك أن الأفضل أن تكون في آخر الليل إذ هو وقت نزول الرب عز وجل, وقوله سبحانه وتعالى: هل من سائل؟ هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ لكن بما أن الجماعة تشرع لصلاة التراويح فيراعى أحوال المأمومين, فإن شق آخره فُعلت أوله, أما العشر الأواخر فيستحب إحياؤها بالعبادة, لحديث عائشة رضي الله عنها قالت {كان رسول الله - إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل كله وأيقظ أهله وجد وشد المئزر} (٣) فينبغي مد العبادة في العشر الأواخر إلى آخر الليل, أو القيام آخره.

س١١٣: إذا صلى الإنسان مع الإمام التراويح وأحب أن يكون وتره آخر الليل فهل يشفع صلاته بركعة أم لا؟ وهل هذا يعارض قول النبي - {من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليله (٤)} أم لا؟

ج/ يقال لا بأس بذلك, فيصلي مع الإمام الوتر فإذا سلّم الإمام شفعه المأموم بركعة, ثم إذا قام المأموم في لآخر الليل للتهجد أوتر آخر الليل, فيحصل له بهذا العمل


(١) رواه أحمد وأبو داود وسكت عنه.
(٢) متفق عليه.
(٣) متفق عليه.
(٤) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والدارمي وصححه ابن خزيمة وابن حبان.

<<  <  ج: ص:  >  >>