للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخلاصة في هذا: من حيث القوة حديث أبي هريرة أقوى بشواهده من حديث وائل بن حجر, لأن حديث أبي هريرة أُعلَّ بعبد العزيز الدأوردي, وحديث وائل بن حجر أُعلَّ بشريك بن عبدالله القاضي, وعند المفاضلة عبد العزيز أقوى من شريك, فحديث أبي هريرة أقوى من حديث وائل بن حجر إن سلم من الانقلاب, لأن ابن القيم قال: إن حديث أبي هريرة منقلب وأن أصله {وليضع ركبتيه قبل يديه} (١). وحديث وائل أقوى من جهة الأصل, وأنه مقتضى الطبيعة.

وبناءً على هذا فالراجح في هذه المسألة أن يقال: أن السنة أن يقدم ركبتيه قبل يديه, وأحياناً يقدم يديه قبل ركبتيه, وهذا يحصل الجمع بين الحديثين, حديث أبي هريرة وحديث وائل بن حجر, لأن رد حديث أبي هريرة بالكلية هذا غير مسلم, فقد يحتاج الإنسان إلى تقديم يديه قبل ركبتيه لمرض أو كبر سن أو غير ذلك.

سابعاً: تمكين أعضاء السجود من الأرض ومباشرتها لمحل السجود, وقد سبق أقسام السجود على حائل عند الركن السابع من أركان الصلاة وهو ركن (السجود على الأعضاء السبعة) (٢).

ثامناً: مجافاة عضدية عن جنبيه, وبطنه عن فخذيه, وفخذيه عن ساقيه, وتفريقه بين ركبتيه, وإقامة قدميه, وجعل بطون أصابعهما على الأرض مفرقة, ووضع يديه حذو منكبية مبسوطة مضمومة الأصابع.

[س٨٣: ما معنى المجافاة؟ وما دليلها؟]

ج/ معنى المجافاة المباعدة " أي يباعد عضدية عن جنبيه وبطنه عن فخذيه وفخذيه عن ساقيه " وقد دل لها حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {اعتدلوا في السجود (٣)} , والمقصود من كون السجود معتدلاً أي لا ينهصر


(١) زاد المعاد١/ ٢٢٣.
(٢) راجع صـ ٦٨
(٣) رواه البخاري ومسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>