للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال السعدي رحمه الله: (والصحيح أن الأتقى والأورع في الإمامة مقدم على الأشرف صاحب النسب, بل ومقدم على الأسن, لأن الإمامة كمالها في العلم والتقى, والنسب لا دخل له في هذا الموضع, والسن دون الورع في المرتبة, وإنما يعتبر السن مع الاستواء في الصفات) (١).

والتقوى هي اتقاء عذاب الله بفعل الأوامر واجتناب النواهي.

[س٦٠: إذا استوى في المراتب السابقة كلها رجلان فما الحكم؟]

ج/على خلاف بين العلماء, فالحنابلة قالوا يقرع بينهما ما لم يتنازل أحدهما عن طلبه والقرعة تعمل في مواضع كثيرة منها هذا الموضع وقد دل على إعمالها الكتاب والسنة, فقد وردت في القرآن في موضعين:

الأول: في سورة آل عمران في قوله تعالى {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} (٢).

الثاني: في سورة الصافات في قوله تعالى {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} (٣).

وعن الإمام أحمد: (من يختاره الجيران, ثم القرعة وهذا القول هو الأقرب, لأنه إذا حصل الاختيار من الجيران, فإنه سيحصل الائتلاف والاجتماع على الإمام, وهذا من مقاصد صلاة الجماعة.

س٦١: إذا كان إمام المسجد موجوداً أو صاحب البيت وفيه من هو أقرأ منهما فمن الأحق بالإمامة؟

ج/ الأحق بالإمامة إمام المسجد وصاحب البيت ما دام أهلاً للإمامة ولو كان من الحاضرين من هو أقرأ أو أفقه لحديث أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - {لا يؤمن الرجل في بيته ولا في سلطانه (٤)} , إلا من ذي سلطان فإنه يقدم, والسلطان هو الإمام


(١) رواه البخاري ومسلم.
(٢) (آل عمران:٤٤).
(٣) (الصافات:١٤١).
(٤) رواه مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>