للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السالكين (١): (وهذا هو السر في سجدتي السهو ترغيماً للشيطان في وسوسته للعبد, وكونه حال بينه وبين الحضور في الصلاة, ولهذا أسماهما النبي - بالمرغمتين وأمر من سها بهما).

والسهو تارة يتعدى بـ"عن" , وتارة بـ"في" , فإن عدي بـ"عن" صار مذموماً, وإن عدي بـ"في" صار معفواً عنه, فإذا قيل: سها فلان في الصلاة فهذا من باب المعفو عنه, وإذا قيل: سها فلان عن صلاته صار من باب المذموم, ولهذا قال تعالى {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ, الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} (٢) , أي غافلون لا يهتمون بها ولا يقيمونها فهم على ذكر من فعلهم, بخلاف الساهي في صلاته, فليس على ذكر من فعله.

والسهو وقع من النبي - لأنه مقتضي الطبيعة, ولذا لما سها في صلاته قال {إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني (٣)} , فهو من طبيعة البشر, ولا يقتضي ذلك أن الإنسان مُعرضٌ في الصلاة, لأننا نجزم أن أعظم الناس إقامة للصلاة هو الرسول - ومع ذلك وقع منه السهو.

[س٤٤: ما هي أنواع السهو الواردة في السنة؟]

ج/ السهو الوارد في السنة أنواع هي (الزيادة, النقص, والشك) وهذه كلها وردت عن النبي - الزيادة والنقص من فعله, والشك من قوله عليه الصلاة والسلام.

[س٤٥: ما هي الصلاة التي يشرع لها سجود السهو؟]

ج/ الضابط أنه يشرع سجود السهو في كل صلاة ذات ركوع وسجود, قال في كشاف القناع (٤): (لأنه لا سجود في صلبها ففي جبرها أولى) وبناءً على هذا فصلاة الجنازة ليس فيها سجود سهو, لأنها ليست ذات ركوع ولا سجود.


(١) مدارج السالكين١/ ٥٢٩.
(٢) (الماعون:٤) , (الماعون:٥)
(٣) رواه البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنهما.
(٤) كشاف القناع١/ ٣٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>