للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قيل له: إذا كان معه [من يقوده] فأنه يتمكن من ذلك.

[و] لأنه فقد حاسة، فلا تمنع من وجوب الحج عليه بنفسه.

دليله: الصمم.

ولا يلزم عليه الغضب والكبر؛ لأنه فقد قدرة.

يبين هذا: أن الحاسة مأخوذة من الحس بالأشياء، ولهذا حدها المتكلمون بالحواس الخمس.

فإن قيل: الصمم لا يمنع من التصرف بنفسه، والعمى يمنه من ذلك.

قيل له: الصمم يمنع من مخاطبه الحمال، ومن يبيع منه ويشتري.

وعلى أنه إذا كان معه قائد يرشده ويسدده، فلا يتعذر عليه ذلك، كما لا يتعذر على البصير.

فالأعمى لم يفته إلا العلم بالطريق، ومواضع النسك، وإذا وجد قائدًا يوصل إلى العلم به، فيلزمه، كالبصير إذا كان لا يهتدي الطريق، ولا يعرف المواضع التي تؤدي بها المناسك، وأنه إذا وجد من يهديه ويرشده، لزمه ذلك.

واحتج المخالف بأن الأعمى لا يمكنه أن يتصرف في سفره بنفسه، ألا ترى أنه يحتاج إلى من يركبه، وينزله، ويعينه على قطع المسافة، فهو كالزمن، بل الأعمى أسوأ حالًا من الزمن والمقعد؛ لأن الزمن إذا ركب قدر على أداء فرض الحج راكبًا، والأعمى لا يقدر على أدائه وإن

<<  <  ج: ص:  >  >>