دليلنا: أن النبي صلى الله عليه وسلّم تأسف على المجاورة بقوله: "لولا أن قومي أخرجوني لم أخرج"، فلولا أن الفضيلة في ذلك ما تأسف عليه.
رواه أبو بكر بإسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهو في سوق الحزورة بمكة:"والله إنك لخير أرض الله، وأحب البلاد إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خَرجت".
وظاهر هذا: أنه تأسف على ترك المقام بها، فلولا أن فيه فضل ما تأسف عليه.
ولأن المقام بها أمنٌ، قال الله تعالى:{وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا}[آل عمران: ٩٧].
ولأ الطاعات فيها يتضاعف ثوابها.
ولأنها محل لفعل النُّسك، فيجب أن تكون للمجاورة فيها فضيلة.
واحتج المخالف بأن المقام بها يفضي إلى الملل لها.
ولأنه لا يأمن مواقعة المحظور، فيتضاعف عليه العذاب.
ولأنه يضيق على أهله.
والجواب عن قوله:(إنه قد يملها): [أنه] يبطل بالمقام بمسجد