للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٨٨١) الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن صالح: قال ابن شهاب: أخبرَني عبد الحميد بن عبد الرحمن بن محمد (١) بن زيد أن محمد بن سعد بن أبي وقّاص أخبره: أن أباه سعد بن أبي وقّاص قال:

استأذن عمر على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وعنده نساءٌ من قُريش يَكَلِّمْنه ويستكثرْنه، عاليةً أصواتُهنّ، فلمّا استأذنَ قُمْنَ يبتدِرْن الحجاب، فأذِن له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فدخل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يضحك، فقال عمر: أضحكَ اللَّه سنّك يا رسول اللَّه. قال: "عَجِبْتُ من هؤلاء اللاتي كُنّ عندي، فلمّا سَمِعْن صوتك ابتدرْن الحجاب". قال عمر: أي عدّوات أنفسِهنّ. أتَهَبْنَني (٢) ولا تَهَبْنَ رسولَ اللَّه! قُلْن: نعم، أنت أغلظُ وأفظُّ (٣) من رسول اللَّه. قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده، ما لَقِيَك الشيطانُ قطُّ سالكًا فَجًّا إلّا سَلَكَ فَجًّا غيرَ فَجِّك".

قال يعقوب: وما أُحصي ما سَمِعْتُه يقول: حدّثنا صالح عن ابن شهاب.

أخرجاه في الصحيحين (٤).

(١٨٨٢) الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال: حدّثني محمد بن أبي سفيان ابن جارية (٥) أن يوسف بن الحكم أبا الحجّاج أخبره بأن سعد بن أبي وقّاص قال:

سمعْتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "من أهانَ قُريشًا أهانَه اللَّه عزّ وجلّ".

وحدّثنا يعقوب عن أبيه فذكره، قال: "من يُرِدْ هوانَ قُريش أهانَه اللَّه عزّ وجلّ" (٦).


(١) أشار محقّق المسند إلى أنّه في أصول المسند "ابن محمد" وحذفها: مشيرًا إلى أنّه الصواب.
(٢) في المسند "قال عمر: فأنت يا رسول اللَّه، كنتَ أحقَّ أن يَهَبْنَ. ثم قال النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . "
(٣) وليس في تعبير النسوة هذا أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان فظًّا أو غليظًا، ولا عمر رضي اللَّه عنه، ولكن المراد أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان ألين.
(٤) المسند ٣/ ٧١ (١٤٧٢) والبخاري ٦/ ٣٣٩ (٣٢٩٤)، ومسلم ٤/ ١٨٦٣ (٢٣٩٦).
(٥) في المصادر: محمد بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية.
(٦) المسند ٣/ ١٤٨ (١٥٨٦، ١٥٨٧). وفي ٣/ ٧٣ (١٤٧٣) عن يعقوب وسعد عن أبيهما عن صالح بن كيسان. . . وصحّح الحاكم والذهبيّ الحديث ٤/ ٧٤ من طريق إبراهيم بن سعد. وهو في الترمذي ٥/ ٦٧١ (٣٩٠٥) من طريق إبراهيم: وقال غريب من هذا الوجه. وتحدّث عنه الألباني في الصحيحة ٣/ ١٧٢ (١١٧٨)، وبيّن وجه استغراب الترمذي له. وحسّن محقّقو المسند الحديث من الشواهد كما حسّنوا إسناده.

<<  <  ج: ص:  >  >>