للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فحدّث رجل ابن عمر مثل هذا الحديث عن أبي سعيد الخدري، يحدِّثُه عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فما أتمَّ مقالته حتى دخل به على أبي سعيد وأنا معه، فقال: إنّ هذا حدَّثَني عنك حديثًا يزعُمُ أنّك تُحَدِّثُه عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَسمِعْتَه؟ قال: بَصُرَ عيني، وسَمع أُذني، سمعتُ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "لا تبيعوا الذهبَ بالذهب، والوَرِقَ بالوَرِق، إلّا مثلًا بمثل، ولا تُشِفُّوا بعضَها على بعض، ولا تبيعوا شيئًا غائبًا منها بناجز".

أخرجاه (١).

ومعنى: تُشِفُّوا: تُفَضِّلوا وتَزيدوا. وقد يقال: شَفَّ إذا نقص، فهو من الأضداد (٢).

* طريق لبعضه:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن محمد بن إسحاق قال: حدّثني يزيد بن عبد اللَّه بن قُسيط أن أبا سلمة ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أخبراه أنهما سمعا أبا سعيد الخدري يحدِّث:

أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قَسَمَ بينهم طعامًا مختلفًا، بعضه أفضلُ من بعض، قال: فذهبْنا نتزايدُ بيننا، فمنَعَنا رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن نبتاعَه (٣)، إلّا كيلًا بكيل لا زيادة فيه (٤).

(١٩٣٧) الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فُضيل قال: حدّثنا عُمارة بن القَعقاع عن ابن أبي نُعْم عن أبي سعيد الخدري قال:

بعثَ عليٌّ من اليمن إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بذَهَبة في أديم مَقروظ لم تُحَصَّل من ترابها، فقسمها رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بين أربعة: بين زيد الخيل والأقرع بن حابس وعُيَينة بن حِصن وعلقمة بن علاثة -أو عامر بن الطُّفيل، شكَّ عمارة- فوجد في ذلك بعض أصحابه والأنصار وغيرهم، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ألا تَتَّمِنوني (٥) وأنا أمينُ مَن في السماء، يأتيني خَبَرٌ مِن السماء صباحَ مساءَ؟ ".


(١) المسند ١٧/ ٤٢ (١١٠٠٦). وفي البخاري ٤/ ٣٧٩ (٢١٧٧)، ومسلم ٣/ ١٢٠٨ (١٥٨٤) من طريق نافع.
(٢) ينظر الأضداد لابن الأنباري ١٦٦.
(٣) في المسند، ت "نتبايعه".
(٤) في المسند ١٨/ ٢٩٤ (١١٧٧١). رجاله ثقات، ابن إسحاق صرّح بالتحديث. وقال ابن كثير في الجامع ٣٣/ ٥٦٤ (١٢٣٦): تفرّد به. وحسّن المحقّقون إسناده.
(٥) اتّمَنه: ائتمنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>