للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرجاه. ولم يذكرا قصّة عليّ (١).

والفُوق: موضع الوتر. والمعنى أن السّهم مرّ مرًّا سريعًا في الرِّمِيّة فلم يعلق به من الفَرْث والدم شيء، فشبّه خروجهم من الدِّين لم يَعْلَقوا منه بشيء بذلك.

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن أبي عديّ عن سليمان عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد:

أنّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ذكر قومًا يكونون في أُمّته، يخرُجون في فُرقة من النّاس، سِيماهم التحالق، هم شرُّ الخَلق -أو: من شرِّ الخَلق- يَقتُلُهم أدنى الطائفتين من الحَقّ". قال: فضرب النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَثَلًا -أو قال: قَولًا: الرجلُ يرمي الرَّمِيَّة- أو قال: الغَرَض -فينظُرُ في النَّصْل فلا يرى بَصيرةً، وينظُرُ في النَّضِيِّ فلا يرى بصيرةً، وينظُرُ في الفُوقِ فلا يرى بصيرةً" فقال أبو سعيد: وأنتم قتلْتُمُوهم يا أهل العراق.

انفرد بإخراجه مسلم (٢).

والنَّصْل: حديدة السهم.

والبصيرة: القطعة من الدم.

والفُوق: موضع الوتر.

وأما النَّضِيّ فقال أبو عمرو الشيباني: هو نصل السهم. وقال الأصمعي: هو القَدَح قبل أن يُنْحَت.

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بكر بن عيسى قال: حدّثنا جامع بن مطر قال: حدّثنا شدّاد ابن عمران القيسي عن أبي سعيد الخدريّ:

أنّ أبا بكر جاء إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه، إنّي مَرَرْتُ بوادي كذا وكذا، فإذا رجلٌ مُتَخَشِّعٌ حسنُ الهيئة يصلّي. قال له النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اذهبْ إليه فاقتُلْه". قال:


(١) المسند ١٨/ ١٦٤ (١١٦٢١). والبخاري ١٠/ ٥٥٢ (٦١٦٣) من طريق الأوزاعي، وفي مسلم ٢/ ٧٤٤ (١٠٦٤) من طريق الزهري، وفيهما ذكر قصة قتال عليّ لهم، والتماس الموصوف في القتلى. ولست أدري ما معنى قول المؤلّف: ولم يذكرا قصّة علي!
(٢) المسند ١٧/ ٦٢ (١١٠١٨)، ومسلم ٢/ ٧٤٥ (١٠٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>