للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخذٌ بيدي، فقال: "مالك؟ " قلتُ: فِداك أبي وأمّي، زعموا أن عامرًا حَبِط عملُه. فقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كَذَبَ مَن قاله، إنّ له لأَجْرَين -وجمع بين إصبيعه- إنه لَجاهِدٌ مُجاهِد، قلَّ عربيٌّ مشى بها مثلَه" (١).

قال: وكان عليٌّ تخلَّفَ عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في خيبر، وكان رَمِدًا، فقال: أنا أتخلَّفُ عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-! فلَحِقَ. فلمّا أتينا الليلةَ التي فُتِحَت في صباحها قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لأعْطِيَنَّ الرايةَ غدًا" -أو: "لَيَأْخُذَنّ الرايةَ غدًا- رجلٌ يُحِبُّ اللَّهَ ورسولَه، ويَفتحُ عليه". فقيل: هذا عليٌّ، فأعطاه، ففُتح عليه.

أخرجاه (٢).

(٢٢٥٩) الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا أبو عُمَيس عن إياس بن سلمة عن أبيه قال (٣):

غزَونا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هَوازِنَ، فبينما نحن كذلك إذ جاء رجلٌ على جملٍ أحمرَ، فانتزعَ شيئًا من حَقَب (٤) البعير، ثم جاء يمشي حتى قعد معنا يتغدّى، قال: فنظر في القوم فإذا ظَهرُهم (٥) فيه قِلّة، وأكثرُهم مشاة، فلما نظرَ إلى القوم خرج يعدو. قال: فأتى بعيرَه، فقعد عليه فخرج يُرْكِضُه، وهو طليعةٌ (٦) للكفّار، فاتَّبَعه رجلٌ منّا من أسلمَ على ناقةٍ له وَرقاء، فاتَّبَعَتْه أعدو على رِجليَّ. قال: ورأسُ الناقة عند وَرِك الجمل، قال: فلَحِقْتُه


(١) البخاري ٧/ ٤٦٣ (٤١٩٦)، ومسلم ٣/ ١٤٢٧ (١٨٠٢) من طريق حاتم.
ويلحظ تداخل بعض الروايات والألفاظ في أحاديث سلمة، واشتمال الحديث الواحد على أكثر من خبر، قد يتكرّر أجزاء منها في حديث آخر. وسيشير المؤلّف إلى ذلك.
(٢) هذا الجزء من الحديث منفصل عما قبله في الصحيحين، وأخرجه البخاري من طريق عبد اللَّه بن مسلمة ٧/ ٤٧٦ (٣٢٠٩)، وأخرجاه من طريق قتيبة عن حاتم: البخاري ٦/ ١٢٩ (٢٩٧٥)، ومسلم ٤/ ١٨٧٢ (٢٤٠٧).
(٣) الذي رواه أحمد عن وكيع عن أبي عميس عن إياس من هذا الحديث مختصر ٤/ ٤٥ - أول حديث في مسند سلمة. ولكن رواه بطوله وبهذه الألفاظ عن بَهز بن أسد عن عكرمة عن إياس ٤/ ٥١. وهو في مسلم ٣/ ١٣٧٤ (١٧٥٤) من طريق عكرمة. والحديث مختصر في البخاري ٦/ ١٦٨ (٣٠٥١) من طريق أبي العُميس عن إياس.
(٤) الحَقَب: حبلٌ يشدّ إلى وسط البعير.
(٥) الظهر: الإبل والدوابّ.
(٦) الطليعة. ويروى العين: الجاسوس.

<<  <  ج: ص:  >  >>