للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبدُه ورسولُه، وأن عيسى عبدُ اللَّه ورسولُه وكَلِمَتُه ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، وأن الجنّة حقٌّ، والنَّارَ حقٌّ، أدخلَه اللَّه تعالى الجنَّةَ على ما كان من عمل".

أخرجاه في الصحيحين (١).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس بن محمد قال: حدّثنا ليث عن ابن عَجلان عن محمد بن يحيى بن حَبّان عن ابن محيريز عن الصُّنابحيّ قال:

دخلْتُ على عبادة بن الصامت وهو في الموت، فبكيتُ، فقال: مهلًا، لا تَبْكِ، فواللَّه لَئنْ استُشْهِدْتُ لأشهدَنَّ لك، ولئن شُفِّعْتُ لأَشْفَعَنَّ لك، ولئن استَطْعْت لأنفعَنَّك.

ثم قال: واللَّه ما حديثٌ سَمِعتُه من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلَّا حدَّثْتُكم إلَّا حديثًا واحدًا، سوف أحدِّثُكموه اليومَ وقد أُحِيطَ بنَفسي، سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "من شَهِدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللَّه، وأنَّ محمدًا رسولُ اللَّه، حُرِّم على النّار".

انفرد بإخراجه مسلم (٢).

(٢٦٩٢) الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُريج قال: حدّثنا المعافى قال: حدّثنا مُغيرة بن زياد عن عبادة بن نُسَيّ عن الأسود بن ثعلبة عن عبادة بن الصامت قال:

أتاني رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأنا مريض في ناس من الأنصار يعودُني، فقال: "هل تدرون ما الشهيد؟ " فسكتوا. فقال: "هل تدرون ما الشهيد؟ " فسكتوا، فقلت لامرأتي: أَسْنِديني، فَأسْنَدَتْني، فقلتُ: من أسلمَ ثم هاجرَ ثم قُتِلَ في سبيل اللَّه تبارك وتعالى فهو شهيد. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ شهداءَ أُمَّتي إذًا لقليل. القتل في سبيل اللَّه تبارك وتعالى شهادة، والبَطْن شهادة، والغَرقُ شهادة، والنُّفَساء شهادة" (٣).


(١) المسند ٥/ ٣١٣، والبخاري ٦/ ٤٧٤ (٣٤٣٥)، ومسلم ١/ ٥٧ (٢٨).
(٢) المسند ٥/ ٣١٨، ومسلم ١/ ٥٧ (٢٩) من طريق ليث. ويونس من رجال الشيخين.
(٣) المسند ٥/ ٣١٧، قال ابن كثير في الجامع ٧/ ٨٨ (٤٨١١): تفرّد به، ولا بأس بإسناده. وقال الهيثمي ٥/ ٣٠٢: رواه الطبري وأحمد بنحوه، ورجالهما ثقات. مع أن الأسود قال عنه ابن حجر: مجهول - التقريب ١/ ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>