للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا إسرائيل قال: حدّثنا أبو إسحاق عن زيد ابن يُثَيع عن أبي بكر:

أَن النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بعثَه بـ (براءة) إلى أهل مكة: لا يَحُجُّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عُريان، ولا يدخل الجنّةَ إلَّا نفس مسلمة. من كان بينه وبين رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مدَّةٌ فأَجَلُه إلى مُدّته، واللَّه بريءٌ من المشركين ورسوله. قال: فسار بها ثلاثًا، ثم قال لعليّ: "الْحَقْه فرُدَّ عليَّ أبا بكر وبلِّغْها أنت" قال: ففعل. قال: فلمّا قَدِمَ أبو بكر على النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بكى وقال: يا رسول اللَّه، حدثَ فيَّ شيء؟ قال: "ما حدث فيك إلَّا خيرٌ، ولكنْ أُمِرْتُ أن لا يُبَلِّغَه إلَّا أنا أو رجلٌ منِّي" (١).

(٣٢٩٥) الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن يزيد بن خُمير عن سليم بن عامر عن أوسط قال: خَطَبَنا أبو بكر فقال:

قامَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مقامي هذا عامَ الأوّل، وبكى أبو بكر، فقال أبو بكر: سَلُوا اللَّه المعافاة -أو قال: العافية- فلم يُؤْتَ أحدٌ قطُّ بعدَ اليقين أفضلَ من العافية - أو المعافاة. عليكم بالصدق، فإنّه مع البِرِّ، وهما في الجنّة. وإياكم والكذبَ، فإنَّه مع الفجور، وهما في النّار. لا تحاسَدوا، ولا تَباغَضوا، ولا تَقاطَعوا، ولا تَدابروا، وكونوا إخوانًا كما أمرَكم اللَّه" (٢).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو عامر قالا: حدّثنا زهير - يعني ابن محمد عن عبد اللَّه - يعني ابن محمد بن عَقيل - عن معاذ بن رفاعة بن رافع


(١) المسند ١/ ١٨٣ (٤)، وأبو يعلى ١/ ١٠٠ (١٠٤). قال ابن حجر في الأطراف ٦/ ٨٣ (٧٨٠٠): منقطع. أي أن زيدًا لَمْ يروه عن أبي بكر. وقد نقل محقّقو المسند أقوال بعض الأئمّة في إنكار هذا الحديث، وأنه كذب.
(٢) المسند ١/ ١٨٤ (٥)، أوسط بن إسماعيل ثقة، وسائر رجاله رجال الصحيح. ومن طريق شعبة أخرجه البخاري في الأدب المفرد ١/ ٣٨١ (٧٢٤)، وابن ماجة ٢/ ١٢٦٥ (٣٨٤٩)، وأبو يعلى ١/ ١١٢ (١٢١)، وصحّح المحقّقون إسناده. وأخرجه الحاكم من طريق سليم بن عامر ١/ ٥٢٩، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد روي بغير هذا اللفظ من حديث ابن عباس. وقال الذهبي: صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>