للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالقمر ليلة البدر، قلوبُهم على قلب رجل واحد، فاستزدْت ربّي عزّ وجلّ فزادنَي مع كلّ واحد سبعين ألفًا" قال أبو بكر: فرأيتُ [أنّ] ذلك آتٍ على أهل القُرى ومصيبٌ من حافات البوادي (١).

(٣٣٠٨) الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن نمير قال: أخبرنا إسماعيل عن أبي بكر عن أبي زهير قال:

أُخْبِرتُ أن أبا بكر قال: يا رسولَ اللَّه، كيف الصلاحُ بعد هذه الآية: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: ١٢٣] فكل سُوء عَمِلْنا جُزينا به؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "غَفَرَ اللَّهُ لك يا أبا بكر، أَلَسْتَ تَمْرَضُ؟ أَلَسْتَ تَنْصَبُ؟ أَلَسْتَ تَحْزَنُ؟ أَلَسْتَ تُصيبك اللأَواءُ؟ قال: بلى. قال: "فهو ما تُجْزَون به" (٢).

(٣٣٠٩) الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى وعفّان قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عليّ بن زيد عن القاسم بن محمد عن عائشة (٣) [أنها تمثلت بهذا البيت وأبو بكر يقضي].

وأبيضَ يُسْتَسْقَى الغَمامُ بوجهه ... ربيعُ اليتامى، عِصمةٌ للأرامل

فقال أبو بكر: ذاك واللَّهِ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (٤).


(١) المسند ١/ ٢٠٣ (٢٢). ومن طريق المسعودي في أبي يعلى ١/ ١٠٥ (١١٢)، والمسعودي اختلط. قال الهيثمي - المجمع ١/ ٤١٣: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيهما المسعودي وقد اختلط، وتابعيّه لم يُسَمّ، وبقيّة رجال أحمد رجال الصحيح.
(٢) المسند ١/ ٢٢٩ (٦٨)، وأخرجه أبو يعلى من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد ١/ ٩٧، ٩٨ (٩٨ - ١٠١). وقد صحّحه ابن حبّان من طريق إسماعيل ٧/ ١٧٠ (٢٩١٠)، وصحّح الحاكم إسناده ٣/ ٧٤، ووافقه الذهبي، مع أن أبا بكر بن أبي زهير لم يسمع من الصديق كما صرّح بذلك بقوله: أُخبرت. . . وقد عجب الشيخ أحمد شاكر لتصحيح الحاكم والذهبي لإسناده. وصحّحه المحقّقون لغيره، وساقوا شواهده.
(٣) هذه نهاية النسخة المخطوطة - الكويتية ك. وبها ينتهي الموجود من مسند الصّدّيق. وقد أُكمل هذا الحديث من المسند، واستدركت بعض الأحاديث اجتهادًا ليتمّم مسند الصّدّيق، واللَّه ييسّر لنا الحصول على ما فُقد من الكتاب.
(٤) المسند ١/ ٢٠٥ (٢٦). وفي إسناده علي بن زيد، ابن جدعان، ضعيف. ومع ذلك صحح الشيخ شاكر إسناده.
وفي صحيح الإمام البخاري ٢/ ٤٩٤ (١٠٠٨) بإسناده: سمعت ابن عمر يتمثّل بشعر أبي طالب: . . وذكر البيت، وفيه "ثمال" بدل "ربيع". ثم روى بعده (١٠٠٩) عن ابن عمر: ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يستسقي، فما ينزل حتى يجيش كلّ ميزاب، وذكر البيت. وينظر الفتح ٢/ ٤٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>