للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "مَثَلُ ما بعثَني اللَّهُ به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصابَ أرضًا، فكانت منها نَقِيَّةٌ قَبِلَت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادبُ أمْسَكَتِ الماء، فنفعَ اللَّهُ بها النّاس، فشربوا وسقَوا وزَرعوا، وأصاب منها طائفةً أخرى، إنما هي قيعانٌ لا تمْسك ماء ولا تُنبتُ كلأً، فذلك مَثَلُ من فَقِهَ في دين اللَّه ونَفَعَه ما بعثَني اللَّه به، فعلِمَ وعَلَّم، ومَثَلُ من لم يرفعْ بذلك رأسًا، ولم يقبلْ هدى اللَّه عزّ وجلّ الذي أُرْسِلْتُ به".

أخرجاه (١).

(٣٩٢٠) الحديث الثاني والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد قال: أخبرنا ثابت عن أبي بردة عن أبي موسى:

أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إذا [مرَّ] أحدُكم في مسجد أو سوق أو مجلس وبيده نِبال، فليأخذْ بنِصالها".

قال أبو موسى: فواللَّه ما مِتْنا حتى سدّدَها بعضُنا في وجوه بعض.

أخرجاه (٢).

(٣٩٢١) الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن حرب قال: حدّثنا حمّاد بن زيد قال: حدّثني غَيلان بن جرير عن أبي بُردة بن أبي موسى عن أبيه قال:

أتيتُ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في رَهْط من الأشعريين نستحمِلُه (٣)، فقال: "لا واللَّه ما أحمِلُكم، وما عندي ما أحمِلُكم عليه". فلَبِثْنا ما شاء اللَّه، ثم أمر لنا بثلاث ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرى (٤)، فلّما انطلقْنا قال بعضُنا لبعض: أتيْنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نستحمِلُه فحَلَفَ ألا يَحْمِلَنا، ارجعوا بِنا كي نُذَكِّرَه، فأتيناه فقلنا: يا رسول اللَّه، إنا أتيناك نَسْتَحْمِلُكَ فحلفْتَ


(١) البخاري ١/ ١٧٥ (٧٩)، ومسلم ٤/ ١٧٨٧ (٢٢٨٢).
(٢) المسند ٤/ ٤٠٠. ومن طريق حمّاد بن سلمة في مسلم ٤/ ٢٠١٩ (٢٦١٥)، ومن طريق أبي بردة في البخاري ١/ ٥٤٧ (٤٥٢).
(٣) نستحمله: نطلب منه أن يحملنا على الدوابّ لنجاهد.
(٤) أي ثلاث نوق بيض الأسنام.

<<  <  ج: ص:  >  >>