للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنو الأب كانوا مائه فلا يجدونه بقي منهم إلّا الرجل الواحد، فبأيِّ غنيمةٍ يُفْرَحُ؟ أو أيّ ميراث يُقاسَمُ؟ قال: فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك، جاءهم الصريخُ: أنّ الدّجّال خَلَفَ في ذراريِّهم، فيرفُضُون ما في أيديهم ويُقْبلون، فيبعثون عشرة فوارسَ طليعةً". قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّي لأعلمُ أسماءهم وأسماءَ آبائهم وألوانَ خيولهم، هم خيرُ فوارس على ظهر الأرض يومئذ".

انفرد بإخراجه مسلم (١).

(٤٠٢١) الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن سفيان قال: حدّثني أبي عن أبي يعلى عن ربيع بن خُثيم عن عبد اللَّه بن مسعود:

عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: أنّه خطَّ خطًّا مربّعًا، وخطًّا خارجًا من الخطِّ المربّع. قال: "هل تدرون ما هذا؟ قالوا: اللَّه ورسولًه أعلم. قال: "هذا الإنسان الخطُّ الأوسط، وهذه الخطوط التي إلى جنبه الأعراض تَنْهَشُه من كلّ مكان، إنّ أخطأَه هذا أصابَه هذا، والخطُّ المربّع الأجلُ المحيط به، والخطُّ الخارج الأملُ".

انفرد بإخراجه البخاري (٢).

(٤٠٢٢) الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثني جامع بن شدّاد عن عبد الرحمن بن أبي علقمة قال: سمعْتُ ابن مسعود يقول:

أقبلَ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من الحديبية ليلًا، فنزلنا دَهاسًا من الأرض، فقال: "من يكلؤنا؟ " قال بلال: أنا. قال: "إذًا تنام" قال: لا. قال: فنام حتى طلعتِ الشمس، فاستيقظ فلان وفلان وفيهم عمر، فقال: أهْضِبوا، فاستيقظ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "افعلوا كما كنتم تفعلون" فلما فعلوا قال: "هكذا فافعلوا، لمن نام منكم أو نسي" (٣).

الدَّهاس: كلِّ لين ليس بتراب ولا طين، ولا يبلغُ أن يكون رملًا.


(١) المسند ٧/ ٢١١ (٤١٤٦)، ومسلم ٤/ ٢٢٢٣ (٢٨٩٩).
(٢) المسند ٦/ ١٦٣ (٣٦٥٢)، والبخاري ١١/ ٢٣٥ (٦٤١٧).
(٣) المسند ٦/ ١٧٠ (٣٦٥٧)، والمعجم الكبير ١٠/ ٢٦٦ (١٠٥٤٩). قال الهيثمي ١/ ٣٢٤: رجاله موثّقون. وقد حسّن محقّقو المسند إسناده، فرجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبي علقمة، وثّقه ابن حِبّان. وذكر المحقّقون شواهده من الصحيحين وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>