(٤٠٤٣) الحديث الخامس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عارِمُ بن الفضل قال: أخبرنا سعيد بن زيد قال: حدّثنا عليُّ بن الحكم البُناني عن عثمان عن إبراهيم عن عَلقمة والأسود عن ابن مسعود قال:
جاء ابنا مُلَيْكةَ إلى النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالا: إنّ أُمَّنا كانت تُكرِمُ الزوجَ، وتَعطِفُ على الولد، قال: وذكر الضيف، غيرَ أنَّها كانت وَأَدَتْ في الجاهليّة. قال:"أُمُّكما في النَّار" قال: فَأدْبَرا والسُّوءُ يُرى فيِ وجوههما، فأمر بهما فَرُدّا، فرجعا والسرورُ يُرى في وجوههما، رجَيا أن يكونَ قد حدث شيءٌ، فقال:"أُمّي مَعَ أُمِّكما" فقال رجلٌ من المنافقين: وما يُغْني هذا عن أمّه شيئًا، ونحن نَطَأُ عَقِبيه.
فقال رجلٌ من الأنصار - ولم أرَ رجلًا قطٌّ أكثر سؤالًا منه: يا رسولَ اللَّه، هل وعَدَكَ ربُّكَ فيها، أو فيهما؟ قال: فظَنَّ أنّه من شيءٍ قد سَمِعَه، فقال:"ما سألتُه ربّي، وما أطمَعَني فيه، وإنّي لأقومُ المقامَ المحمودَ يومَ القيامة"، فقال الأنصاريّ يا رسول اللَّه: وما ذاك المقامُ المحمودُ؟ قال:"ذاك إذا جيء بكم عُراةً حُفاةً غُرْلًا، فيكونُ أولَ من يُكْسى إبراهيمُ عليه السلام، يقول: اكسوا خليلي، فيؤتَى برَيطتين بيضاوَين، فيلبَسُهما، ثم يقعد مستقبلَ [العرش]، ثم أُوتى بكِسوتي فألْبَسُها، فأقومُ عن يمينِه مقامًا لا يقومُه أحدٌ غيري، يَغْبِطُني به الأودلون والآخرون". قال:"ويُفْتَح نهرٌ من الكوثر إلى الحوض"، فقال المنافقون: فإنّه ما جرَى ماءٌ قطٌّ إلّا على حالٍ أو رَضراض. قال:"حالُه المِسْكُ، ورَضْراضُه التُّوم". قال المنافق: لم أسمع كاليوم، قلّما جرى ماءٌ قَط على حالٍ أو رضراضِ إلّا كان له نبتٌ. فقال الأنصاري: يا رسولَ اللَّه، هل له نَبتٌ؟ قال:"نعم، قضبانُ الذهب" قال المنافق: لم أسمع كاليوم، فإنّه قلَّما نَبَتَ قضيبٌ إلّا أورقَ، وإلّا كان له ثمرٌ. قال الأنصاري: يا رسولَ اللَّه، هل من ثمرٍ؟ قال: "نعم، ألوانُ الجَوهَرِ، وماؤه أشدُّ بياضًا من اللَّبَن، وأحلى
(١) المسند ٦/ ٣٠٤ (٣٧٦٠). ورجاله رجال الصحيح غير عاصم، وهو حسن الحديث. قال الهيثمي ١/ ٣١٧: رجال أحمد ثقات، ليس فيهم غير عاصم بن أبي النجود، وهو مختلف في الاحتجاج به. ومن طريق أبي النضر هاشم عن شيبان أخرجه أبو يعلى ٩/ ٢٠٦ (٥٣٠٦) - ومن طريق شيبان صحّحه ابن حسّان ٤/ ٣٩٧ (٥٣٠ ١).